شنت إسرائيل غارات جوية على لبنان يوم الأحد قائلة إنها أحبطت هجوما واسع النطاق لحزب الله، في حين أعلنت الجماعة اللبنانية عن غاراتها عبر الحدود للانتقام لمقتل أحد قادتها الكبار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة دمرت “الآلاف” من منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله “الموجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها كان موجها نحو وسط إسرائيل” بعيدا عن الحدود.
ورد حزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية القوية المدعومة من إيران، بأن إسرائيل تقدم “ادعاءات فارغة” حول إحباط هجوم أكبر، وقال إن عمليته الخاصة يوم الأحد “اكتملت وتم إنجازها”.
وحث مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وقوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل “الجميع على وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من الأعمال التصعيدية”.
وقالت جماعة حزب الله إن من المقرر أن يتحدث زعيمها حسن نصر الله عن “آخر التطورات” عند الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش).
وتبادلت الجماعة إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية طوال حرب غزة، في حملة يقول حزب الله إنها تهدف إلى دعم حليفته الفلسطينية حماس.
لكن المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا ارتفعت بعد الهجمات التي وقعت في أواخر يوليو/تموز والتي ألقي اللوم فيها على إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل قادة مسلحين متحالفين مع إيران، بما في ذلك قائد حزب الله فؤاد شكر، مما دفع إلى تعهدات بالانتقام.
وقالت جماعة حزب الله، التي خاضت آخر حرب كبرى ضد إسرائيل في عام 2006، إن مقاتليها أطلقوا “عددا كبيرا من الطائرات بدون طيار” و”أكثر من 320″ صاروخ كاتيوشا استهدفت “مواقع للعدو” عبر الحدود.
وقالت الحركة اللبنانية إن هجومها كان “ردا أوليا” على مقتل شكر، مضيفة أنه “انتهى بنجاح تام”، على الرغم من أن حجم الأضرار على الجانب الإسرائيلي لم يتضح على الفور.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في غارات إسرائيلية على جنوب البلاد. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا في إسرائيل.
– “هجوم أكبر” –
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن الضربات التي نفذتها بلاده تهدف إلى “إزالة التهديدات التي تستهدف مواطني إسرائيل”.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي نداف شوشاني إن ضربات حزب الله كانت “جزءا من هجوم أكبر تم التخطيط له وتمكنا من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح”.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة، لكنها خففت فيما بعد معظم القيود.
استؤنفت الرحلات الجوية في مطار إسرائيل الدولي الرئيسي بحلول الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) بعد توقف قصير، حسبما ذكرت سلطة الطيران.
وفي لبنان، لم يغلق مطار بيروت، لكن بعض شركات الطيران، بما في ذلك الملكية الأردنية والاتحاد للطيران، ألغت رحلاتها.
وقالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إنها علقت رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت لمدة 24 ساعة على الأقل.
وقالت الولايات المتحدة، أكبر مزود للأسلحة لإسرائيل، إن جيشها “مستعد” لدعم حليفته.
وكانت الحرب بين إسرائيل وحماس، التي اندلعت إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قد اجتذبت بالفعل جماعات مدعومة من إيران مثل حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن.
أشاد الحوثيون بالهجوم الذي شنه حزب الله وأعلنوا أن ردهم على الضربة الإسرائيلية على ميناء يمني رئيسي في 20 يوليو “قادم بالتأكيد”.
وقد أدى القتال بين القوات الإسرائيلية وحزب الله إلى مقتل مئات الأشخاص، معظمهم في لبنان، ونزوح عشرات الآلاف من السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وقُتل على الجانب اللبناني نحو 605 أشخاص، معظمهم من مقاتلي حزب الله، بينهم 131 مدنيا على الأقل، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل، تقول السلطات إن 23 جنديا و26 مدنيا قتلوا.
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلسه الوزاري الأمني المصغر وتعهد “ببذل كل ما في وسعه من أجل… إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام” بعد أكثر من عشرة أشهر من العنف.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال اجتماع طارئ لمجلس الوزراء إنه على اتصال “بأصدقاء لبنان لوقف التصعيد”.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد نظيره الأميركي لويد أوستن “الالتزام القوي بدفاع إسرائيل ضد أي هجمات من جانب إيران وشركائها ووكلائها الإقليميين”، بحسب البنتاغون.
– محادثات غزة –
وقد أدى مقتل شكر الشهر الماضي والهجوم الذي وقع بعد ساعات وأسفر عن مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران إلى تفاقم المخاوف من أن تتحول حرب غزة إلى صراع أوسع نطاقا.
وقالت حركة حماس إن هجوم حزب الله يوم الأحد كان “قويا”، ووصفته بأنه “صفعة على وجه” إسرائيل.
وفي الأسابيع الأخيرة، سعى دبلوماسيون غربيون وعرب إلى تجنب أي رد فعل أوسع نطاقا على عمليات القتل، في الوقت الذي كان الوسطاء يبذلون فيه جهودهم الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وقال مسؤول من مكتب نتنياهو إن القرار بشأن ما إذا كان رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية سيحضرون المحادثات المقررة في القاهرة يوم الأحد سيتم اتخاذه في وقت لاحق.
وقالت حماس إن وفدا سيتوجه إلى القاهرة، لكن للقاء المسؤولين المصريين فقط، وليس للمشاركة في المناقشات.
وعلى الأرض في الأراضي الفلسطينية المحاصرة، أفاد مراسل وكالة فرانس برس بوقوع غارات وقصف في مدينة غزة، حيث قال رجال الإنقاذ إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا.
وقال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت في منطقة دير البلح، إلى الجنوب.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40405 أشخاص على الأقل في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تفصل أعداد القتلى من المدنيين والمسلحين. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
من بين 251 رهينة اختطفهم مسلحون فلسطينيون في هجومهم، بقي 105 في غزة بما في ذلك 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
بورز-أمي/إس آر إم
