ترفرف أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بألمانيا. — أرشيف رويترز
ارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو يوم الاثنين بعد أن أبدى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي حذرهم بشأن التيسير النقدي في المستقبل، مع انتظار المستثمرين لبيانات اقتصادية مهمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وانخفضت تكاليف اقتراض منطقة اليورو يوم الجمعة بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن البنك المركزي الأمريكي سيدعم سوق العمل القوية، مما عزز التوقعات بخفض كبير في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل.
وينتظر المستثمرون صدور أرقام التضخم في منطقة اليورو يوم الجمعة بعد صدور بيانات من إيطاليا وفرنسا. ومن المقرر أن تنشر ألمانيا وإسبانيا بياناتهما يوم الخميس.
وانخفض مؤشر معنويات الشركات الألمانية إلى 86.6 في أغسطس، في حين توقع المحللون الذين استطلعت رويترز آراءهم أن يسجل 86.0.
وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، 0.5 نقطة أساس إلى 2.23 بالمئة، بعد أن انخفض نقطتين أساس يوم الجمعة.
كان المتداولون يتوقعون أن يصل سعر الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول لأسابيع، وزادوا رهاناتهم على 50 نقطة أساس إلى 39% من 24% بعد تصريحات باول.
وقال محللون إن نطاق إعادة تسعير كبيرة لعائدات السندات محدود قبل تقرير التوظيف في أغسطس/آب، والمقرر صدوره في السادس من سبتمبر/أيلول، حيث حول خطاب باول في جاكسون هول التركيز من مخاطر التضخم الصعودية إلى مخاطر سوق العمل الهبوطية.
وقال ديفيد دويل، رئيس قسم الاقتصاد في ماكواري، الذي يتوقع تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول: “ستكون تقارير التوظيف ذات أهمية خاصة في تشكيل مسار السياسة”.
تحذير من البنك المركزي الأوروبي
في هذه الأثناء، تبنى كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين موقفا أكثر حذرا من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قائلا إن البنك المركزي يحقق “تقدما جيدا” في خفض التضخم إلى هدفه البالغ 2% لكنه قد يحتاج إلى سياسة نقدية تقييدية.
وأشار المحللون أيضا إلى أن عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي روبرت هولزمان، والذي يُنظر إليه باعتباره متشددا، حذر من أن البنك المركزي الأوروبي ربما لا يخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
يصف المشاركون في السوق مسؤولي البنوك المركزية الذين يؤيدون سياسة نقدية متشددة للسيطرة على التضخم بأنهم من المتشددين، في حين يركز الحمائم بشكل أكبر على النمو الاقتصادي وسوق العمل.
ويراقب التجار أيضا ارتفاعا جديدا في التوترات في الشرق الأوسط بعد أن أطلق حزب الله المدعوم من إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في واحدة من أكبر الاشتباكات منذ أكثر من عشرة أشهر من حرب الحدود.
وأكد تقرير صادر عن سيتي جروب أن اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وإضعاف إمدادات النفط العالمية من شأنه أن يعمل بمثابة صدمة سلبية في الإمدادات للاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى خفض النمو وتعزيز التضخم وخلق صداع جديد للبنوك المركزية.
ولكن هناك قضايا أخرى تهم المستثمرين، بما في ذلك التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتحولات سلاسل التوريد العالمية، والظهور المتزايد للأصوات الشعبوية.
وارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لدول منطقة اليورو، بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 3.58%، وبلغ الفارق بين السندات الإيطالية والألمانية 134 نقطة أساس.