أنقرة – التزمت تركيا، إحدى القوتين الأجنبيتين اللتين تتمتعان بأكبر حضور عسكري في ليبيا، الصمت الواضح إزاء الاضطرابات السياسية الأخيرة بين الجماعات المسلحة الليبية المتنافسة التي تهدد وقف إطلاق النار لعام 2020. ويرى الخبراء أن موقف أنقرة قد يكون مرتبطًا بالجهود المبذولة للحفاظ على تقاربها المزدهر مع مصر وكذلك فقدان صبرها مع بعض حلفائها في طرابلس.
أعرب خبراء ومسؤولون غربيون في الأسابيع الأخيرة عن مخاوفهم من أن وقف إطلاق النار الهش لعام 2020 بين الطرفين المتحاربين في ليبيا – أي القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس وجيش الجنرال خليفة حفتر في الشرق – قد ينهار، مع تصاعد التوترات في البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية بعد محاولات الحكومة ومقرها طرابلس إقالة محافظ البنك المركزي صادق الكبير.
وفي يوم الاثنين، هدد خصوم الحكومة في طرابلس المتمركزة في شرق البلاد بوقف إنتاج النفط وتصديره من حقول النفط الخاضعة لسيطرتهم في إظهار كبير للدعم لقبير. وتعد ليبيا، العضو في منظمة أوبك، أكبر منتج للنفط في أفريقيا حيث يقدر احتياطيها بنحو 50 مليار برميل، وتمثل الحقول الشرقية كل إنتاج ليبيا من النفط تقريبًا.
انزلقت ليبيا إلى حالة من الفوضى في عام 2011 بعد الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي في انتفاضة شعبية بدعم من حلف شمال الأطلسي. ثم جاءت بعد ذلك حرب أهلية دامية بين القوات الغربية المدعومة من تركيا والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر في الشرق، بدعم من روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر.