دعت لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود، الثلاثاء، إلى الإفراج الفوري عن الصحفي السوري بكر القاسم المعتقل لدى الفصائل الموالية لتركيا.
عمل قاسم لصالح العديد من المؤسسات الإعلامية، بما في ذلك وكالة فرانس برس، في منطقة شمال سوريا التي تسيطر عليها الفصائل المتمردة المدعومة من تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق من اليوم الثلاثاء إن “الشرطة العسكرية” المحلية اعتقلت الرجل لأسباب غير معروفة.
وقالت يجانة رضائيان، المنسقة الإقليمية المؤقتة للجنة حماية الصحفيين ومقرها الولايات المتحدة، إن “السلطات المحلية يجب أن تفرج فوراً عن القاسم وتتوقف عن اعتقال الصحفيين”، معربة عن قلقها إزاء اعتقاله “دون تفسير”.
وأضاف رضائيان في بيان أن الصحافي اعتقل من قبل “فصائل المعارضة السورية” التي “نقلته بعد ذلك إلى عهدة الاستخبارات التركية”.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المصادر في سوريا إن قاسم اعتقل من قبل “المخابرات التركية والشرطة العسكرية (المحلية)” و”تعرض للضرب”.
ودعت منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس في بيان “السلطات المحلية وجميع الأطراف المشاركة في اعتقاله إلى إطلاق سراحه على الفور”.
وقال جوناثان داغر، المدير الإقليمي لمنظمة مراسلون بلا حدود في الشرق الأوسط، “يجب وقف مضايقة الصحفيين في هذا البلد الذي يعد أحد أخطر بلدان العالم بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام”.
وقالت زوجة قاسم، نبيهة طه، وهي صحافية أيضاً، لوكالة فرانس برس إنها وزوجها اعتقلا الاثنين في مدينة الباب حيث يعيشان، قرب الحدود مع تركيا، أثناء عودتهما بالسيارة من تغطية حدث.
وقالت طه إنه تم الإفراج عنها بعد وقت قصير لكن قاسم لا يزال محتجزا، مضيفة أنها لا تعرف “سبب اعتقاله ولا مكان احتجازه”.
وقالت إنه تمت مصادرة هواتفهم وتفتيش منزلهم، كما تمت مصادرة جهاز الكمبيوتر والكاميرات الخاصة بقاسم.
وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة التي تدير المنطقة عبد الرحمن مصطفى لوكالة فرانس برس إنه إذا كان اعتقال قاسم “مرتبطا بحرية الصحافة، فسيتم فحصه والتعامل معه في أسرع وقت ممكن”.
يعمل قاسم مع وكالة فرانس برس منذ عام 2018، حيث قام بتغطية الحرب الأهلية في سوريا بالإضافة إلى الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط 2023 والذي فقد فيه 17 فردًا من عائلته.
كما عمل لدى وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية وفي وسائل إعلام سورية محلية.
وقالت رئيسة تحرير وكالة فرانس برس صوفي هويت “ندعو السلطات المحلية في شمال سوريا إلى الإفراج الفوري عن مراسلنا بكر القاسم والسماح له بالعودة إلى العمل بحرية”.
بدأت الحرب في سوريا بعد قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011 وتحولت إلى صراع معقد اجتذب الجيوش الأجنبية والجهاديين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين.
وتسيطر القوات التركية والفصائل المتمردة المدعومة من تركيا على مساحات شاسعة من شمال سوريا، كما شنت أنقرة هجمات متتالية عبر الحدود منذ عام 2016.