توقفت إنتاجية حقل نفطي آخر في ليبيا بالكامل تقريبا يوم الأربعاء، مع استمرار عمليات الإغلاق في مواقع إنتاج الخام في البلاد وسط تداعيات سياسية بشأن قيادة البنك المركزي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وقال مهندسون لرويترز إن حقل السرير النفطي توقف تقريبا كل الإنتاج الذي يبلغ نحو 209 آلاف برميل يوميا.
توقفت عمليات إنتاج النفط في عدة حقول نفط ليبية يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت الحكومة المنافسة في بنغازي في الشرق، الجيش الوطني الليبي، في اليوم السابق أنها ستوقف إنتاج النفط بالكامل من أكبر منتج للنفط في أفريقيا في منظمة أوبك. وتتخذ حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والمعترف بها دوليا من العاصمة الليبية طرابلس مقرا لها.
ويدير حكومة الوفاق الوطني رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، بينما يقود المشير خليفة حفتر الجيش الوطني الليبي. وخاضت حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي حربًا أهلية بين عامي 2014 و2020، بعد الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي في انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي. وكان وقف إطلاق النار الساري منذ عام 2020 هشًا.
وتضخ ليبيا، أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، نحو 1.2 مليون برميل من النفط يوميا، وتقدر احتياطياتها بنحو 50 مليار برميل.
يأتي معظم النفط من الحقول الشرقية في البلاد، لكن عائدات النفط الليبية تتم معالجتها من خلال البنك المركزي في طرابلس ويتم تقاسمها بين المجموعات المتنافسة.
إن إغلاق حقول النفط ليس بالأمر الجديد، فقد استخدمته مجموعات صغيرة وكبيرة كتكتيك للمطالبة بحصة أكبر من عائدات الدولة أو بتغييرات سياسية.
أزمة البنك المركزي
بلغت التوترات بين الفصائل الشرقية والغربية ذروتها في 18 أغسطس/آب، عندما أعلن البنك المركزي الليبي في بيان أن رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات مصعب مسلم “اختطف من منزله على يد مجموعة مجهولة”، وأوقف جميع عملياته حتى إطلاق سراح مسلم في وقت لاحق من ذلك اليوم. وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند إن الحادث كان محاولة للإطاحة بمحافظ البنك المركزي صادق الكبير.
وأقالت السلطات المرتبطة بحكومة الدبيبة رسميا قبير ومجلس إدارته، لكن قبير قال إنه لن يمتثل للقرار، وذكرت تقارير أن قوات بقيادة حفتر تجمعت حول البنك لإظهار الدعم للمحافظ المحاصر.
وقالت السلطات في شرق ليبيا يوم الاثنين إن كل الإنتاج والصادرات ستتوقف، رغم أن بعض الموانئ الخاضعة للسيطرة الشرقية عملت بشكل طبيعي يوم الأربعاء، حسبما ذكرت رويترز.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، توقف حقل الشرارة الذي ينتج 300 ألف برميل يوميا عن تصدير النفط، كما تم الإبلاغ عن اضطرابات في مواقع الأمل وأبو الطفل والفيل والنافورة.
ومن المرجح أن تبلغ هذه الاضطرابات في مختلف أنحاء البلاد ما يتراوح بين 900 ألف ومليون برميل يوميا لعدة أسابيع، وفقا لتقديرات مجموعة رابيدان للطاقة.
ولم يكن الانخفاض كافيا لرفع أسعار النفط حتى الآن، إذ بلغ سعر خام برنت 77.83 دولارا في الساعة 1:35 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بانخفاض 1.06% عن بداية التعاملات.