نجا الإسرائيلي آدم بيرديشفسكي وعائلته من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وشاهدوا هم وغيرهم من الناجين من الكيبوتس الذي يعيشون فيه يوم الجمعة فوزه في مباراة فردية عاطفية للتنس في افتتاح دورة الألعاب البارالمبية في باريس.
وقال اللاعب البالغ من العمر 40 عاما بعد فوزه على الإيطالي لوكا أركا 6-2 و7-5 أمام نحو ستة آلاف متفرج على ملعب سوزان لينجلن في رولان جاروس “أنا سعيد للغاية لأنني تمكنت من تقديم بعض الأوقات الجيدة في هذه الأيام السيئة”.
واحتفل بيرديشيفسكي – الذي فقد ساقه اليسرى في حادث قارب في تايلاند عام 2007 – باحتضان عائلته ثم أخذ العلم الإسرائيلي وركض إلى حيث كان يجلس أعضاء الكيبوتس.
وقال بيرديشفسكي، الذي كان أحد حاملي العلم الإسرائيلي في حفل الافتتاح، والدموع تنهمر من عينيه: “كان هناك نحو 20 طفلاً وعدد قليل من الآباء، بما في ذلك توأمان لا يزال والدهما (رهينة) في غزة”.
وكان بيرديشفسكي قد اختبأ مع زوجته هيلا وأطفاله الثلاثة – ابنيه يام (10 أعوام) ونيتا (تسع سنوات) وابنته يولي البالغة من العمر ست سنوات – في منزلهم لعدة ساعات عندما دخل مقاتلو حماس إلى كيبوتس نير يتسحاق، على بعد ميلين فقط من غزة.
وضع عائلته في غرفة آمنة بينما جمع جهاز كمبيوتر ليلعب عليه أطفاله. كما أحضر سكينين لاستخدامهما كحماية في حالة دخول مقاتلي حماس إلى المنزل.
وفي نهاية المطاف تم إجلاء العائلة مع آخرين إلى منزل آمن.
وأسفرت الهجمات بشكل عام عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40602 شخص على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
وقال بيريدشيفسكي بعد فوزه في بايس إنه لم يلعب “أمام حشد من الناس مثل هذا” من قبل، لكنه اتخذ التدابير اللازمة قبل المباراة حتى لا تتغلب عليه المشاعر عندما يدخل الملعب.
“ذهبت قبل المباراة”، قال في إشارة إلى لقائه بأصدقائه من الكيبوتس.
“لذلك قلت لنفسي أنه من الأفضل أن أبكي قبل المباراة بدلاً من الذهاب إلى المباراة ورؤيتهم جميعاً ثم أكون عاطفياً.
“نعم، لقد تحدثنا معهم.
“لقد بكيت من قبل ثم ركزت على المباراة.”
– 'شيء جيد' –
وأعرب بيرديشيفسكي، الذي قرر بعد الهجمات الانتقال إلى هيوستن بولاية تكساس حيث يعيش صديقه المقرب، عن امتنانه للدعم الذي تلقاه يوم الجمعة وقال إن مكافأة أنصاره بالفوز تعني له الكثير.
وقال “أعتقد أن ذلك يساعدني نفسيا لأنه منذ ذلك الحين (7 أكتوبر) لم يعد هناك أي شيء مهم بالنسبة لي”.
“إذا خسرت، خسرت. وإذا فزت، فزت.
“قبل ذلك، إذا خسرت مباراة، كان الأمر يستغرق مني يومًا أو يومين حتى أتعافى. الآن، بعد ذلك مباشرة أتعافى.”
قضى بيرديشيفسكي، الذي قال إنه “لم ينم حتى ساعة واحدة هذه الليلة”، معظم فترة الاستراحة بين النقاط في مصافحة أطفاله وزوجته ــ وهو ما وصفه بأنه “أشياء جيدة”.
“هذا يجعلني أركز. أتذكر أنني فعلت ذلك في آخر مباراة لي عندما كانوا هناك.
“لقد ساعدني ذلك كثيرًا. لذا فعلت ذلك مرة أخرى.”
واعترف بيرديشفسكي بأنهم جميعا تلقوا مساعدة نفسية منذ الهجمات، ولكن بعد أن نجا من الموت في مناسبتين، كان متفائلا بشكل ملحوظ بشأن حادث القارب الذي كلفه ساقه.
وتنسب هيلا إليه الفضل في إنقاذ حياتها حيث وقفت متحجرة بينما كان القارب يغرق ودفعها إلى الماء – حيث امتصه المحرك مما كلفه ساقه.
“أعني، بفضل القارب أنا هنا”، قال.
“لذا هذا أمر جيد. القارب، أرى أنه شيء جيد.
“والأمر الآخر ليس جيدًا على الإطلاق. بالطبع، هذا ما يجول في ذهني طوال الوقت.
“لا يمكنك التوقف عن التفكير في هذا الأمر.”
أما بالنسبة لبقاء هيوستن في موطنه أم لا، فهو يحاول التحوط في رهاناته.
وقال “لدي تذاكر إلى إسرائيل ولدي تذاكر إلى هيوستن”.
“نحن بحاجة لاتخاذ قرار.”
