تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية موطنًا لبعض من أكبر وأهم البورصات العالمية، التي تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي. تلك البورصات ليست مجرد أسواق مالية فحسب، بل هي مؤسسات تساهم في توجيه الاقتصاد، وتمويل الشركات، وتحديد قيمة العملات، والسلع، والأوراق المالية. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على أهم البورصات الأمريكية، مع التركيز على دورها وتأثيرها في الاقتصاد العالمي.
1- بورصة نيويورك (NYSE)
بورصة نيويورك (New York Stock Exchange)، المعروفة أيضًا بـ”وول ستريت”، تعد الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية للشركات المدرجة فيها. تأسست في عام 1792، وتعتبر أقدم بورصة في الولايات المتحدة. تقع البورصة في مدينة نيويورك، وهي تشكل محور النظام المالي العالمي.
تستضيف بورصة نيويورك أسهم بعض من أكبر الشركات في العالم، مثل “آبل” و”أمازون” و”جي بي مورجان”. تتميز البورصة بنظامها التقليدي الذي يعتمد على التداول المباشر من خلال صالة التداول، حيث يتم تنفيذ الصفقات عبر الوسطاء الذين يعملون على أرضية البورصة.
2- بورصة ناسداك (NASDAQ)
بورصة ناسداك (National Association of Securities Dealers Automated Quotations) هي ثاني أكبر بورصة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية. تأسست ناسداك في عام 1971 وتعتبر أول بورصة إلكترونية في العالم، حيث يتم التداول فيها بالكامل عبر أنظمة إلكترونية دون الحاجة إلى صالة تداول فعلية.
ناسداك معروفة بتركيزها على الشركات التكنولوجية، وهي موطن لعدد كبير من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”فيسبوك” و”تسلا”. بفضل التكنولوجيا المتقدمة والتداول الإلكتروني، أصبحت ناسداك منصة مفضلة للشركات الناشئة والشركات ذات النمو السريع.
3- بورصة شيكاغو (CME Group)
بورصة شيكاغو (Chicago Mercantile Exchange Group) هي أكبر بورصة للعقود الآجلة في العالم، وتشمل أربع بورصات رئيسية: بورصة شيكاغو التجارية (CME)، وبورصة مجلس شيكاغو للتجارة (CBOT)، وبورصة نيويورك التجارية (NYMEX)، وبورصة كومكس (COMEX).
تأسست بورصة شيكاغو التجارية في عام 1898 كبورصة للسلع الزراعية، ولكنها توسعت لاحقًا لتشمل مجموعة واسعة من العقود الآجلة والخيارات، بما في ذلك السلع، والعملات، وأسعار الفائدة، ومؤشرات الأسهم. تُعتبر هذه البورصة مركزًا رئيسيًا للتحوط وإدارة المخاطر للشركات والمستثمرين حول العالم.
4- بورصة بوسطن (BSE)
بورصة بوسطن (Boston Stock Exchange)، هي واحدة من أقدم البورصات في الولايات المتحدة، حيث تأسست في عام 1834. رغم أنها ليست بحجم بورصتي نيويورك وناسداك، إلا أنها كانت تلعب دورًا مهمًا في تداول الأسهم الإقليمية والشركات الصغيرة.
في عام 2007، تم دمج بورصة بوسطن مع ناسداك، مما عزز من قدرة ناسداك على تقديم خدماتها للمستثمرين بشكل أوسع.
أهمية البورصات الأمريكية
تلعب البورصات الأمريكية دورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي. فهي تشكل وجهة رئيسية للاستثمار من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات الكبيرة من جميع أنحاء العالم. تتحدد الأسعار في هذه الأسواق بناءً على العرض والطلب، مما يعكس الثقة في الشركات والاقتصاد بشكل عام.
علاوة على ذلك، تُعد البورصات الأمريكية مؤشراً للاقتصاد العالمي. حيث يتم متابعة مؤشراتها، مثل مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب، من قبل المستثمرين وصانعي السياسات لتقييم صحة الاقتصاد وتوقع اتجاهاته المستقبلية.
البورصات الأمريكية هي أعمدة أساسية في النظام المالي العالمي، وتلعب دورًا كبيرًا في تحديد الاتجاهات الاقتصادية العالمية. من بورصة نيويورك التاريخية إلى بورصة ناسداك المتقدمة تقنيًا، تشكل هذه البورصات قوة دافعة وراء النمو الاقتصادي والابتكار في الولايات المتحدة وحول العالم.
