قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين إن الاتفاق النهائي بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة “قريب للغاية”، بينما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم بذله جهدا كافيا لتأمين مثل هذه الصفقة.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض عندما سئل عما إذا كان يخطط لتقديم اقتراح نهائي بشأن صفقة الرهائن إلى إسرائيل وحماس هذا الأسبوع: “نحن قريبون جدًا من ذلك”.
وحول ما إذا كان مثل هذا الاتفاق سينجح، قال الرئيس: “الأمل دائم”.
وعندما سأله الصحافيون عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يبذل جهدا كافيا لتأمين صفقة الرهائن، قال بايدن بشكل قاطع “لا”، دون الخوض في التفاصيل.
جاءت تصريحات بايدن قبل أن يتوجه إلى غرفة العمليات، حيث من المقرر أن يلتقي هو ونائبة الرئيس كامالا هاريس مع كبار المفاوضين الأميركيين المشاركين في محادثات الرهائن في وقت لاحق من يوم الاثنين. وغرفة العمليات هي مجمع لإدارة الاستخبارات في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للبيت الأبيض. وبحسب البيت الأبيض، فإن الاجتماع سيركز على سبل الدفع نحو التوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير الرهائن المتبقين.
ويأتي الاجتماع بعد يومين من استعادة الجيش الإسرائيلي جثث ستة رهائن، من بينهم الإسرائيلي الأمريكي هيرش جولدبرج بولين، الذين اختطفتهم حماس خلال هجومها المفاجئ على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اندلعت احتجاجات حاشدة مساء الأحد في أنحاء إسرائيل وسط غضب شعبي متزايد ضد نتنياهو وحكومته بسبب فشلهما في تأمين صفقة الرهائن، حيث اجتذبت حشودًا تضم ما لا يقل عن 500 ألف شخص. وتوقف إضراب على مستوى البلاد يدعو السلطات إلى إبرام صفقة بأمر من المحكمة بعد ظهر يوم الاثنين.
وانتقد نتنياهو الضربة ووصفها بأنها “عار”، وقال إنها تظهر الدعم لحماس، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه خلال اجتماع للحكومة يوم الاثنين.
صفقة “خذها أو اتركها”
حتى الآن، فشلت المحادثات التي جرت بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن في سد الفجوات بين إسرائيل وحماس.
وطالبت حماس مرارا وتكرارا بأن يتضمن أي اتفاق وقف إطلاق نار دائم في القطاع والانسحاب الكامل لجميع القوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
كما عرقلت قضية ممر فيلادلفيا المحادثات، إذ ترفض إسرائيل سحب قواتها من المنطقة العازلة على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد أن الولايات المتحدة قد تنسحب من محادثات وقف إطلاق النار إذا فشلت إسرائيل وحماس في قبول الصفقة النهائية “خذها أو اتركها” التي تخطط واشنطن لتقديمها في الأسابيع المقبلة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته: “لا يمكن الاستمرار في التفاوض بشأن هذا الأمر. يجب استدعاء هذه العملية في وقت ما”.
وأكد المسؤول أن اكتشاف جثث الرهائن الستة يوم السبت “يجب أن يضيف المزيد من الإلحاح في هذه المرحلة الختامية، التي كنا فيها بالفعل”.
ولم يتضح بعد متى ستعقد جولة جديدة من المحادثات.
خلال هجومهم على جنوب إسرائيل، احتجز مسلحو حماس أكثر من 240 رهينة وقتلوا ما يقرب من 1200 آخرين. وأطلقت حماس سراح 110 رهينة خلال هدنة قصيرة استمرت سبعة أيام في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتمكن الجيش الإسرائيلي أيضا من إنقاذ ثمانية رهائن خلال حملته العسكرية المستمرة داخل غزة، فيما قتل ثلاثة برصاص جنود إسرائيليين ظنوا أنهم مسلحون.
وتعتقد إسرائيل الآن أن هناك 101 شخصاً لا يزالون محتجزين داخل غزة، بما في ذلك 35 يُعتقد أنهم ماتوا.
في هذه الأثناء، قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
