ماعز جيرجينتانا تقف في مزرعة أزييندا أجريكولا العضوية بعد الجفاف في كالتانيسيتا على جزيرة صقلية الإيطالية. — رويترز
يؤدي تغير المناخ إلى تكثيف موجات الجفاف التي تعاني منها صقلية وسردينيا حاليًا، مما يجعل احتمالية حدوثها أعلى بمقدار 1.5 مرة، وفقًا لدراسة أصدرتها مجموعة World Weather Attribution يوم الأربعاء.
إن الصيف الحار والجاف ليسا بالأمر الجديد على الجزر الإيطالية، ولكن كلاهما شهدا انخفاضًا استثنائيًا في هطول الأمطار ودرجات حرارة مرتفعة للغاية على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، مما تسبب في حالات جفاف مدمرة.
لقد جفت الأنهار، وذبلت المحاصيل، وتم تقنين مياه الشرب في جزء من إيطاليا حيث الزراعة والسياحة أمران حيويان، مما دفع كل من صقلية وسردينيا إلى إعلان حالة الطوارئ.
وقد أثارت هذه التصريحات اهتمام الجمعية العالمية للتغيرات المناخية، وهي شبكة من العلماء الذين رودوا أساليب مراجعة النظراء لتقييم الدور المحتمل لتغير المناخ في أحداث متطرفة محددة.
وخلصت الدراسة إلى أن “تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان أدى إلى زيادة احتمالية أن تؤدي موجات الجفاف إلى نقص حاد في المياه وخسائر زراعية في سردينيا وصقلية بنسبة 50 في المائة”.
وفي صقلية، أشار التقرير إلى أن النصف الثاني من عام 2023 تميز “بفترة جفاف غير مسبوقة، كونها الفترة الأكثر جفافاً منذ أكثر من قرن”.
لكنها قالت إن العامل الرئيسي للجفاف لم يكن نقص هطول الأمطار ولكن استمرار ارتفاع درجات الحرارة، والتي ظلت خانقة هذا الصيف حتى في الليل.
وجاء في الدراسة “نستنتج أن هذه الزيادة في شدة الجفاف ناجمة في المقام الأول عن الزيادة القوية للغاية في درجات الحرارة القصوى بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان”.
وقالت مريم زكريا، الباحثة في معهد غرانثام لتغير المناخ في إمبريال كوليدج لندن: “تضرب الحرارة الشديدة طويلة الأمد الجزر بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تبخر المياه من التربة والنباتات والخزانات”.
وأضافت أن “سردينيا وصقلية أصبحتا جافتين بشكل متزايد بسبب تغير المناخ”.
“بالنسبة للمزارعين والبلدات التي تحملت شهوراً من القيود على المياه، فإن هذه الدراسة تشكل تأكيداً على أن تغير المناخ يؤدي إلى تكثيف موجات الجفاف.”
وأشارت الدراسة إلى أن البنية التحتية القديمة تؤدي إلى تفاقم نقص المياه، داعية إلى إدارة أفضل للمياه للمساعدة في تقليل تأثير الجفاف في المستقبل.