يضطر العديد من تلاميذ المدارس إلى الاستيقاظ ومغادرة المنزل مبكرًا لتجنب حركة المرور في ساعات الذروة والوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد، مما يجعلهم محرومين من النوم. وقال الأطباء إن هذا يؤثر سلبًا ليس فقط على صحتهم البدنية والعقلية، بل وعلى أدائهم الأكاديمي أيضًا. صحيفة الخليج تايمز.
قالت الدكتورة سارة رزق بشارة، أخصائية طب الأطفال في مستشفى فقيه الجامعي بدبي: “إن الحرمان من النوم يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة البدنية والعقلية للطلاب. ولهذا السبب، كطبيبة أطفال، أردت زيادة الوعي بتحسين عادات النوم”.
وأضافت أن الحد الأدنى الموصى به من النوم هو 8 إلى 9 ساعات للسماح للجسم والعقل بالراحة والتعافي.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
وأشار الدكتور بشارة إلى أن بعض تأثيرات الحرمان من النوم تشمل ضعف الجهاز المناعي “مما قد يؤدي إلى جعل الطلاب أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من الأمراض”.
وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ضعف النمو والتطور، وخاصة بالنسبة للطلاب الأصغر سنًا والمراهقين – حيث يتم إفراز هرمون النمو في المقام الأول أثناء النوم العميق، أو مرحلة النوم التي تحتاجها للشعور بالانتعاش عند الاستيقاظ في الصباح.
وأضاف الدكتور بشارة أن “الطلاب المحرومين من النوم قد يعانون أيضًا من التعب وانخفاض الطاقة، لأن الحرمان من النوم يجعل من الصعب عليهم أداء الأنشطة اليومية أو ممارسة التمارين الرياضية”.
الدكتورة سارة رزق بشارة
كما أن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة، حيث تؤثر على الهرمونات التي تتحكم في الجوع، مما يؤدي إلى زيادة الشهية وزيادة الوزن. وأضاف الدكتور بشارة: “إن الحرمان من النوم لفترات طويلة يرتبط أيضًا بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة”.
وأضاف الدكتور بشارة أنه عندما لا يحصل الطلاب على قسط كاف من النوم، “سيكون من الصعب عليهم التركيز في الفصل والتعلم. وقد يجدون صعوبة في الاحتفاظ بالمعلومات، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي. كما أنهم أكثر عرضة للشعور بالإرهاق بسبب الضغوط الأكاديمية والاجتماعية”.
إعطاء الأولوية للنوم الكافي
وأشار الدكتور مازن أبو شعبان استشاري طب الأطفال وأمراض الكلى لدى الأطفال في المستشفى ذاته إلى أن “الطلاب الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم يأتون إلى المدرسة وهم يشعرون بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز، وقد يكونون عصبيين أو قلقين”.
الدكتور مازن أبو شعبان
وأضاف أن “هذا الافتقار إلى الراحة يؤثر سلبًا على قدرتهم على التفاعل مع الآخرين وفهم الدروس والمشاركة في الأنشطة مثل اللعب. كما يمكن أن يؤدي التعب الذي يعانون منه أيضًا إلى عدم الاهتمام بالأنشطة المدرسية، مما يؤثر بشكل أكبر على أدائهم الأكاديمي والاجتماعي”.
وأكد الدكتور شعبان: “من وجهة نظري، خلال الأشهر القليلة الأولى من العام الدراسي، من المهم بشكل خاص للطلاب إعطاء الأولوية للنوم الكافي، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وعدم الإرهاق بالواجبات المنزلية المفرطة”.
وأضاف أن الحصول على قسط كاف من النوم لا يعني الشعور بالراحة فحسب، بل إنه أمر حيوي لوظائف الجسم الفسيولوجية. يتم إفراز العديد من الهرمونات الضرورية للنمو والتطور أثناء الليل أثناء النوم. وإذا ذهب الأطفال إلى الفراش متأخرين واستيقظوا مبكرًا، فإنهم يفوتون الوقت اللازم لإطلاق هذه الهرمونات وأداء أدوارها الأساسية في الجسم.
وقال الدكتور شعبان إن هناك جانبًا رئيسيًا آخر يجب مراعاته وهو تقليل وزن الحقائب المدرسية، التي يمكن أن تسبب آلامًا في العضلات وتساهم في الإرهاق العقلي والجسدي.
ومن الحلول الأخرى التي يقترحها الطبيبان أن يتم الدخول إلى المدارس على مراحل حتى لا يبدأ جميع الطلاب الدراسة ويغادرون في نفس الوقت. فعدم الذهاب إلى المدرسة مبكراً من شأنه أن يمنح الطلاب مزيداً من الوقت للنوم ومزيداً من الطاقة.
ويوصي الطبيبان أيضًا “بتشجيع نظافة النوم المناسبة، مثل جداول النوم المنتظمة، والحد من وقت الشاشة قبل النوم، وخلق بيئة نوم مواتية”.
وأكد الدكتور شعبان: “إن الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب أمر بالغ الأهمية لتعزيز أدائهم وتركيزهم. نريد أن نضمن أداء الطلاب بشكل جيد طوال العام الدراسي. ويلعب الآباء والمعلمون ومديرو المدارس دورًا في دعم هذه الجهود. من خلال العمل معًا، يمكننا مساعدة طلابنا على النجاح، سواء على المستوى الأكاديمي أو الشخصي”.