قال وزير الصحة السوري يوم الاثنين إن الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليل الخميس أسفرت عن مقتل 18 شخصا في محافظة حماة بوسط البلاد، في تحديث لأرقام سابقة، في حين أعطى المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة أعلى للقتلى في الغارات على مواقع عسكرية.
ورفض الجيش الإسرائيلي، الذي نفذ مئات الضربات في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011، التعليق على الهجوم الأخير المبلغ عنه.
وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش لوكالة فرانس برس إن “عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم وصل إلى 18 شهيداً و37 جريحاً”.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن هذه “واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية” في سوريا منذ سنوات.
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء الرسمية سانا، نقلاً عن مصدر طبي، إن عدد القتلى “في العدوان الإسرائيلي على عدد من المواقع في ريف مصياف” بلغ “16 شهيداً و36 جريحاً بينهم ستة في حالة حرجة”.
وذكرت وكالة سانا نقلا عن مصدر عسكري أنه “حوالي الساعة 23:20 (20:20 ت غ) من يوم الأحد، نفذ العدو الإسرائيلي هجوما جويا” من اتجاه شمال غرب لبنان “استهدف عددا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى”.
وذكرت وكالة سانا أن الدفاعات الجوية “أسقطت بعض” الصواريخ.
– الصواريخ والطائرات بدون طيار –
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع “ضربات إسرائيلية مكثفة” خلال الليل، مشيرا إلى حصيلة محدثة بلغت 26 قتيلا بينهم “خمسة مدنيين وأربعة جنود وأفراد مخابرات و14 سوريا يعملون مع مجموعات موالية لإيران”.
وأضافت أن هناك ثلاث جثث أخرى مجهولة الهوية.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ عام 2011 بشكل رئيسي مواقع للجيش ومقاتلين مدعومين من إيران بما في ذلك من جماعة حزب الله اللبنانية.
ونادرا ما تعلق السلطات الإسرائيلية على الضربات الفردية في سوريا، لكنها قالت مرارا وتكرارا إنها لن تسمح لعدوتها اللدود إيران بتوسيع وجودها في البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا، في وقت سابق إن الضربات استهدفت مواقع “تتمركز فيها مجموعات موالية لإيران وخبراء في تطوير الأسلحة”.
وقال المرصد إن “الضربات الإسرائيلية استهدفت منطقة البحوث العلمية في مصياف” في محافظة حماة ومواقع أخرى، ما أدى إلى تدمير “مباني ومراكز عسكرية”.
وقال رئيس المرصد عبد الرحمن إن خبراء إيرانيين “يطورون أسلحة بما في ذلك صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار” كانوا يعملون في المركز البحثي العلمي الذي تعرض للقصف.
– سيارات متفحمة وحفر –
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس الذي كان موجودا في مكان الحادث في إطار جولة إعلامية نظمتها السلطات، سيارات متفحمة على جانبي الطريق، فيما لا تزال الأشجار القريبة تحترق.
وأضاف المراسل أن الغارات أحدثت أيضا خمس حفر كبيرة في الطريق الرئيسي المؤدي إلى مصياف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني في إفادة صحفية: “نحن ندين بشدة هذا الهجوم الإجرامي الذي شنه النظام الصهيوني على الأراضي السورية”.
وأدانت وزارة الخارجية السورية الغارات، واتهمت إسرائيل بمحاولة “إثارة المزيد من التصعيد في المنطقة”.
وتصاعدت الغارات الإسرائيلية على سوريا بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ثم هدأت إلى حد ما بعد غارة في الأول من أبريل/نيسان ألقيت اللوم فيها على إسرائيل على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وسعت سوريا إلى البقاء خارج الصراع بين إسرائيل وحماس، الذي أثارت تداعياته مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وفي أواخر أغسطس/آب، قُتل عدد من المقاتلين الموالين لإيران في منطقة حمص وسط سوريا في ضربات نُسبت إلى إسرائيل، وفق المرصد.
وبعد أيام، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عددا غير محدد من المقاتلين المنتمين إلى حركة الجهاد الإسلامي، حليفة حماس، في غارة في سوريا بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقد أدى القمع الوحشي الذي شنته الحكومة السورية للانتفاضة التي اندلعت عام 2011 إلى اندلاع الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتدخلت فيه جيوش أجنبية وجهاديون.
ودعمت جماعات مدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، قوات الرئيس بشار الأسد خلال الحرب الأهلية في سوريا.
وتهدف الغارات الإسرائيلية على سوريا أيضاً إلى قطع طرق إمداد حزب الله إلى لبنان.
