رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (يمين) يستقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل اجتماعهما في بغداد يوم الأربعاء. أ ف ب
زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق، الأربعاء، في أول رحلة خارجية له، مما يشير إلى نية المؤسسة الدينية تعزيز العلاقات مع حليف استراتيجي لكل من طهران وواشنطن مع تصاعد التوترات الإقليمية.
والتقى بيزيشكيان، المعتدل نسبيا والذي انتخب في يوليو تموز، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بداية زيارة تستمر ثلاثة أيام قالت طهران وبغداد إنها ستشمل توقيع عدد من الاتفاقيات ومناقشة حرب غزة والوضع في الشرق الأوسط.
وقال مكتب بزشكيان في بيان “سيتم مناقشة توسيع العلاقات الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية والدولية مثل الجرائم المستمرة التي يرتكبها النظام الصهيوني (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني المضطهد والحاجة إلى وقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة”.
ويستضيف العراق العديد من الأحزاب والجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، حيث زادت طهران بشكل مطرد من نفوذها في الدولة المنتجة للنفط منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعدوها صدام حسين في عام 2003.
العراق هو شريك نادر لكل من الولايات المتحدة وإيران، ويستضيف 2500 جندي أمريكي، ويرتبط بفصائل مسلحة مدعومة من إيران بقواته الأمنية. وقد عانى من تصاعد الهجمات المتبادلة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن البلدين وقعا 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة بما في ذلك التجارة والرياضة والزراعة والتعاون الثقافي والتعليم والإعلام والاتصالات والسياحة.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأربعاء إن طهران وبغداد لديهما مجالات مختلفة للتعاون “بما في ذلك القضايا السياسية والإقليمية والأمنية”، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية.
زار بزشكيان نصبًا تذكاريًا للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار عام 2020 في العراق، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية.
واقتربت الولايات المتحدة وإيران من صراع شامل في عام 2020 بعد مقتل سليماني في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار على مطار بغداد ورد طهران بمهاجمة قواعد أمريكية في العراق.
توصلت الولايات المتحدة والعراق إلى تفاهم بشأن خطط انسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق، بحسب مصادر مطلعة.
هاجمت جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق القوات الأميركية في الشرق الأوسط مرارا وتكرارا منذ بدء حرب غزة.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن بيزيشكيان يخطط أيضا لزيارة كردستان العراق، وهي المنطقة التي نفذت فيها إيران ضربات في الماضي، قائلة إنها تستخدم كنقطة انطلاق للجماعات الانفصالية الإيرانية وكذلك عملاء لعدوها اللدود إسرائيل.
حاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية بشأن الجماعات الانفصالية الإقليمية، وتحركت لنقل بعض الأعضاء في اتفاقية أمنية عام 2023 مع طهران.