عمان-
أظهرت النتائج الرسمية يوم الأربعاء أن الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن حققت مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الثلاثاء، وذلك بفضل الغضب إزاء حرب إسرائيل في غزة.
واستفادت جبهة العمل الإسلامي أيضاً من قانون انتخابي جديد يشجع على دور أكبر للأحزاب السياسية في البرلمان الذي يتألف من 138 مقعداً، على الرغم من أن الفصائل القبلية والموالية للحكومة سوف تستمر في الهيمنة على الجمعية.
وحصلت جبهة العمل الإسلامي على ما يصل إلى خُمس المقاعد بموجب قانون الانتخابات المعدل، والذي خصص لأول مرة 41 مقعدا للأحزاب، وفقا لأرقام أولية اطلعت عليها رويترز وأكدتها مصادر مستقلة ورسمية.
وقال رئيس حزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا إن “الشعب الأردني منحنا ثقته بالتصويت لنا، وهذه المرحلة الجديدة ستزيد من أعباء المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب تجاه الوطن والمواطنين”.
إن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة إسلامية عابرة للحدود الوطنية، وحركة حماس هي فرع منها تأسست في ثمانينيات القرن العشرين. وتقول الحركة إنها لا تدعو إلى العنف، كما أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تعمل بشكل قانوني في المملكة منذ عقود.
وتعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل حماس وحزب الله اللبناني تحاول تجنيد أعضاء شباب متطرفين من جماعة الإخوان المسلمين في المملكة لقضيتها المعادية لإسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوات المتحالفة.
وقال سياسيان أردنيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر إن أي توتر مع الإخوان المسلمين قد يحمل مخاطر على السلطات الأردنية. وتتمتع الجماعة بدعم شعبي واسع في البلاد.
وتمثل الانتخابات خطوة متواضعة في عملية التحول الديمقراطي التي أطلقها الملك عبد الله في سعيه إلى عزل الأردن عن الصراعات على حدوده، وتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية البطيئة.
وبموجب الدستور الأردني، تظل أغلب السلطات في يد الملك الذي يعين الحكومات ويحق له حل البرلمان. ويحق للمجلس أن يجبر الحكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.
ولا يزال نظام التصويت يفضل المناطق القبلية والإقليمية ذات الكثافة السكانية المنخفضة على المدن ذات الكثافة السكانية العالية والتي يسكنها في الغالب الأردنيون من أصل فلسطيني، والتي تعد معاقل إسلامية ومسيسة إلى حد كبير.
وأظهرت أرقام رسمية أولية أن نسبة المشاركة بين الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.1 مليون في الأردن في انتخابات يوم الثلاثاء كانت منخفضة عند 32.25 في المائة، وهي زيادة طفيفة عن 29 في المائة في الانتخابات الأخيرة في عام 2020.
ويقول المسؤولون الأردنيون إن إجراء الانتخابات في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة وغيرها من الصراعات الإقليمية يثبت الاستقرار النسبي الذي تشهده بلادهم.
كان من المسموح لجماعة الإخوان المسلمين بالعمل في الأردن منذ عام 1946. ولكنها أصبحت موضع شك بعد الربيع العربي، الذي شهد مواجهة الإسلاميين للقوى القائمة في العديد من البلدان العربية.
لقد قادوا بعضًا من أكبر الاحتجاجات في المنطقة دعماً لحركة حماس المتشددة المحاصرة، حلفائهم الأيديولوجيين، والذي يقول معارضوهم إنه سمح لهم بزيادة شعبيتهم.