الدكتورة سعيدة جعفر، نائب الرئيس الأول ومديرة مجموعة فيزا في دول مجلس التعاون الخليجي
إن سد الفجوة بين الجنسين في الخدمات المالية من شأنه أن يفتح الباب أمام 700 مليار دولار من الإيرادات ويضمن مستقبل النساء على مستوى العالم. ولمعالجة هذه القضايا، ينبغي للشركات أن تنفذ سياسات تعزز التنوع والشمول، مثل برامج الإرشاد والتدريب على القيادة وترتيبات العمل المرنة. ومن خلال الاستمرار في دعم النساء في مجال التمويل، يمكننا خلق صناعة أكثر شمولاً وإنصافاً، كما قال أحد كبار المسؤولين.
“لقد أحرزت صناعة التمويل تقدماً في تعزيز التكافؤ بين الجنسين، وخاصة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة. لا تزال النساء غير ممثلات بشكل كافٍ في الأدوار القيادية وغالبًا ما يواجهن صعوبات في التوازن بين العمل والحياة. في تجربتي، تتولى النساء أدوارًا قيادية مختلفة في مجال التمويل، ولكن هناك غياب ملحوظ في المناصب ذات المسؤوليات المباشرة في اتخاذ القرارات المالية. في الولايات المتحدة، تشكل النساء 52 في المائة من وظائف التمويل على مستوى المبتدئين، لكن التمثيل يتراجع في المستويات العليا. لحسن الحظ، يتغير هذا مع انتقال المزيد من النساء إلى هذه الأدوار الحاسمة” قالت الدكتورة سعيدة جعفر، نائب الرئيس الأول ومديرة مجموعة فيزا في دول مجلس التعاون الخليجي، لصحيفة خليج تايمز في مقابلة.
تقود الدكتورة جعفر فريقها في دفع تبني المدفوعات الرقمية وتعزيز جهود توعية المستهلكين لتطوير النظام المالي الأوسع في دول مجلس التعاون الخليجي. ومن خلال إنشاء شراكات مع المؤسسات المالية والحكومات وتمكين حلول الأمن الرائدة من فيزا، تلتزم الدكتورة جعفر وفريقها ببناء شبكة مدفوعات مبتكرة وموثوقة وآمنة تعمل على تعزيز التجارة الخالية من الاحتكاك في المنطقة.
ومع تصدر التحول الرقمي والشمول المالي جدول الأعمال الإقليمي، يلتزم الدكتور جعفر بجعل فيزا شريكًا مفضلًا، مع فتح فرص النمو للعملاء والشركاء الجدد والحاليين في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
لقد مكنتها قيادة الدكتورة جعفر وخبرتها الممتدة على مدى 20 عامًا من تقديم حلول عملية وواقعية للقضايا الاستراتيجية، وتعزيز التأثير النهائي، وتحقيق نتائج سريعة.
مقتطفات:
كيف تصفين رحلتك حتى الآن كإمرأة في مجال التمويل؟
لقد قادني شغفي بالرياضيات والفيزياء إلى الهندسة والاستشارات – وهي التجربة التي أصبحت الأساس لرحلتي المهنية. مع تقدمي في مسيرتي المهنية من خلال الاستشارات الإدارية مع شركات مثل McKinsey وBain & Company وAlvarez & Marsal، ازدهرت في بيئات دافعت عن الموهبة والنمو، بغض النظر عن الجنس. كان هذا الجو الشامل مفيدًا في تشكيل مسيرتي المهنية وإلهام طموحي لتولي أدوار قيادية.
إن انتقالي إلى دور يركز على التكنولوجيا في فيزا، حيث أشرف على العمليات في دول مجلس التعاون الخليجي، هو شهادة على الدعم والفرص التي سمحت لي بالتطور والنجاح. لقد كان التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالمرأة في القيادة محوريًا في رحلتي، ليس فقط من خلال تمكين نموي ولكن أيضًا تمكين العديد من النساء في القطاع المالي. كما كان هذا الشمول قوة دافعة في التنمية الاقتصادية للبلاد. ومن الواضح أن تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على التنوع وتكافؤ الفرص يخلق بيئة فريدة حيث يمكن للقيادات النسائية أن تتفوق حقًا، وتعمل كنموذج لما هو ممكن عندما تُمنح النساء الموارد والفرص للنجاح.
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بريادة الأعمال وتشجع النساء على ممارسة الأعمال التجارية. ما الذي يميز دولة الإمارات العربية المتحدة في تشجيع المرأة في مجال التمويل برأيك؟
تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بالتزامها بتمكين المرأة في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع المالي. حيث تشكل النساء الآن 70% من جميع الخريجين في الدولة، مما يوفر أساسًا قويًا لكسر الحواجز والقيادة بهدف.
تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة السابعة عالميًا في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين لعام 2024 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي معترف بها باعتبارها الدولة الأكثر مساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط. ويسلط يوم المرأة الإماراتية الضوء سنويًا على التقدم الذي أحرزته الدولة في تمكين المرأة ويؤكد على أهمية التنمية المستمرة.
وتؤكد المبادرات السياسية الهامة، مثل إلزام جميع الشركات المدرجة بترشيح امرأة واحدة على الأقل في مجلس إدارتها، على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين المرأة الإماراتية وتشجيع مشاركتها الفعالة في الأدوار القيادية. وقد عززت القوانين والتعديلات التشريعية الأخيرة التي تغطي العمل والحماية والمشاركة السياسية والأحوال الشخصية من مكانة المرأة وساهمت في تعزيز القدرة التنافسية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ما هي الفرص الناشئة لرائدات الأعمال في القطاعات الرئيسية؟
هناك العديد من الفرص الناشئة لرائدات الأعمال في القطاعات الرئيسية، خاصة مع استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز أجندة التنوع الاقتصادي والاستدامة. وتأتي التكنولوجيا والتحول الرقمي في المقدمة، مما يوفر لرائدات الأعمال إمكانات هائلة في مجالات مثل التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستدامة والمبادرات الخضراء يوفر فرصًا جديدة للنساء لإنشاء أعمال مؤثرة تتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل أكثر اخضرارًا. ويظل قطاع الخدمات المالية مجالًا قويًا للنمو، وذلك بفضل تبنيه المبكر للشمول بين الجنسين والنجاح الملحوظ للقيادات النسائية في الصناعة. ويتماشى هذا القطاع مع أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة في الشمول المالي والتحول الرقمي، مما يوفر فرصًا كبيرة.
لقد خلقت السياسات الداعمة وجهود التوطين المستمرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بيئة مواتية لنجاح المرأة. ويتجلى هذا في العدد المتزايد من الشركات المملوكة للنساء الشابات، حيث كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة نماء للنهوض بالمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 77.6% من الشركات المملوكة للنساء في دولة الإمارات العربية المتحدة يديرها أفراد تقل أعمارهم عن 40 عامًا، مما يوضح الدور المهم الذي تلعبه الشابات في دفع اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الأمام.
ويبدو المستقبل مشرقاً للنساء المستعدات لاغتنام هذه الفرص الناشئة والمساهمة في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في الابتكار والاستدامة.
كيف يمكن لشركات مثل فيزا أن تضمن عدم تخلف النساء عن الركب في بيئة الأعمال سريعة التطور؟
وقد كشف مؤشر التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التابع لشركة فيزا، والذي يقيِّم الشركات باستخدام مؤشرات متعددة، عن العديد من العقبات التي تواجهها رائدات الأعمال بشكل متكرر. وتشمل هذه العقبات تأمين رأس المال، وتحديد فرص السوق الجديدة، وتنويع منتجاتهن، وإنشاء شبكات قوية. ولهذا السبب، تعد مبادرات مثل “She's Next” محورية.
على سبيل المثال، تعاوننا مع PublisHer. توفر هذه الشراكة للناشرات في الإمارات العربية المتحدة فرصة الحصول على منحة قدرها 50 ألف دولار أمريكي، والحصول على تدريب مخصص، والوصول إلى نادي She's Next Club. تم تصميم هذه المنصة خصيصًا لتشجيع التواصل والتوجيه، وتمكين هؤلاء رائدات الأعمال من النجاح.
تلتزم فيزا بتوسيع نطاق مبادرة “إنها التالية” هذا العام، بهدف دعم المزيد من رائدات الأعمال في مختلف القطاعات. وفي الأشهر المقبلة، تخطط فيزا لإطلاق برامج لمساعدة رائدات الأعمال في صناعات الأزياء والأغذية، وغيرها. كما انضمت جمعية الإمارات للطبيعة إلى هذه القضية، حيث قدمت التوجيه والإرشاد المحايد للشركات والمبادرات التي تقودها النساء في مجالات الحفاظ على البيئة والاستدامة والمزيد.
الشراكة هي عنصر أساسي لنجاح هذه الجهود. ونحن ممتنون للدعم القيم من نماذج نسائية إماراتية رائدة مثل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة PublisHer، وليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة. وتشكل قيادتهما القوة الدافعة وراء مبادراتنا التمكينية.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه المبادرات تشكل جزءاً من الصورة الأكبر. وفي حين يشكل دعم ريادة الأعمال خطوة حاسمة، فإنه يشكل جزءاً واحداً فقط من اللغز. ولبناء قطاع مالي مستدام وشامل حقاً، يتعين على الشركات أن تتبنى السياسات الداخلية المناسبة التي تعزز التكافؤ بين الجنسين. ويبدأ هذا بممارسات التوظيف القوية التي تجتذب أفضل المواهب، ويستمر مع خلق بيئة حيث تُمنح النساء الموارد اللازمة للنمو في أدوار قيادية. ويشمل ذلك الدعوة إلى تحقيق التوازن بين عمل المرأة وحياتها، وتقديم فرص الإرشاد والتدريب، وحماية النساء العائدات من إجازة الأمومة ــ والقضاء على ما يسمى “عقوبة الأمومة”.
