لندن
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه نفذ خلال الأسبوع الجاري عمليات ضد أهداف في سوريا، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وسائل إعلام رسمية سورية أن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات في غرب سوريا.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي يوم الجمعة: “في جنوب سوريا، استهدف جيش الدفاع الإسرائيلي عددا من الإرهابيين الذين كانوا ينفذون أنشطة إرهابية ضد إسرائيل”، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
نادرا ما يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير التي تتحدث عن عمليات له في سوريا ورفض التعليق على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز يفيد بأن قوات خاصة إسرائيلية داهمت موقعا لتصنيع الأسلحة بالقرب من الحدود السورية اللبنانية يوم الأحد.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن قوات إسرائيلية حلقت بطائرات هليكوبتر في سوريا قبل أيام ودمرت منشأة لإنتاج الصواريخ تحت الأرض تم بناؤها تحت إشراف إيراني، كما أورد وسيلتا إعلام أمريكيتان أنباء عن الغارة.
قالت السلطات السورية إن 18 شخصا قتلوا في ضربات إسرائيلية على “مواقع عسكرية” في منطقة مصياف بمحافظة حماة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 27 شخصا.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن هجوم القوات الإسرائيلية استهدف موقع “هير عباس”، وهو مصنع لإنتاج وتطوير الصواريخ الدقيقة الذي أنشأه ويشرف عليه الحرس الثوري الإيراني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الجمعة إن “طائرات هليكوبتر أنزلت عشرات الجنود الإسرائيليين الذين تمكنوا من دخول موقع إنتاج الأسلحة وتدميره”.
وأضاف أن إسرائيل شنت قبل نزول القوات ضربات مكثفة دمرت أيضا “مركزا للأبحاث العلمية” منفصلا في مصياف يستخدم لتطوير الأسلحة حيث كان خبراء إيرانيون يعملون.
وأضاف المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر داخل سوريا، أن طائرات حربية وطائرات بدون طيار إسرائيلية شاركت في العملية التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات.
سعت سوريا إلى البقاء خارج الصراع بين إسرائيل وحماس، والذي بدأ بالهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
لكن الضربات التي ألقي اللوم فيها على إسرائيل أو أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنها ضربت سوريا بشكل متكرر منذ ذلك الحين، بما في ذلك استهداف حزب الله اللبناني، الذي يتبادل إطلاق النار بشكل يومي تقريبا مع القوات الإسرائيلية دعما لحليفته حماس.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على العملية، الخميس، أن وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي “دمرت مصنعا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض، تزعم إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران بنته”.
وذكر التقرير أن تدمير المصنع “يبدو أنه ضربة قوية لجهود إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية”.
وأضافت أن إيران “قررت بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون منيعاً أمام الغارات الجوية الإسرائيلية”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن “غارة كوماندوز” إسرائيلية في سوريا “دمرت منشأة لإنتاج الصواريخ لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وغربيين آخرين.
وتضمنت العملية غارة جريئة نفذتها قوات خاصة إسرائيلية، حيث نزلت من طائرات هليكوبتر واستولت على مواد من منشأة الصواريخ على ما يبدو، بحسب التقرير.
واتهمت سوريا وإيران إسرائيل بتنفيذ الغارة وأدانتاها، ووصفتها طهران بأنها “هجوم إجرامي”.
