هيو إدواردز، مقدم الأخبار السابق في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بعد صدور الحكم عليه في محكمة وستمنستر الجزئية في لندن، بريطانيا، في 16 سبتمبر/أيلول 2024. — رويترز
تجنب المذيع السابق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هيو إدواردز، الذي كان في يوم من الأيام أحد أكثر الوجوه الموثوقة والمعترف بها على شاشة التلفزيون البريطاني، يوم الاثنين السجن بتهمة نشر صور غير لائقة لأطفال، متوجًا بذلك سقوطًا مذهلاً من النعمة.
وحُكم على المقدم البالغ من العمر 63 عامًا بدلاً من ذلك بالسجن ستة أشهر، مع وقف التنفيذ لمدة عامين، مما يعني أنه لن يقضي أي وقت في السجن إذا لم يرتكب جريمة أخرى.
وقد أرشد إدواردز البريطانيين خلال بعض الأحداث الأكثر أهمية في بلادهم على مدى العقدين الماضيين، بما في ذلك وفاة الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/أيلول 2022.
إن أسلوبه الهادئ في تقديم التصريحات ــ الممزوج بسمعة الإذاعة العامة في الحياد الصحفي ــ جعل منه شخصية مطمئنة بالنسبة لملايين الأشخاص.
لكن سمعته ومسيرته المهنية أصبحت الآن في حالة يرثى لها بعد أن أقر في يوليو/تموز بالذنب في ثلاث تهم تتعلق بالتقاط صور غير لائقة لأطفال بين ديسمبر/كانون الأول 2020 وأغسطس/آب 2021.
وقال القاضي بول جولدسبرينج أثناء النطق بالحكم على إدواردز إنه لو سُجن لكان معرضاً لخطر “الأذى الجسيم” من الآخرين، ولخطر الانتحار، مضيفاً أنه أبدى أيضاً ندمه.
جلس إدواردز في قفص الاتهام في محكمة وستمنستر في وسط لندن ويداه متشابكتان وكأنه في صلاة.
واعترف المذيع السابق بتلقيه 41 صورة غير لائقة لأطفال عبر تطبيق واتساب، أرسلها رجل مدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال يبلغ من العمر 25 عامًا، بما في ذلك سبع صور من النوع الأكثر خطورة.
وكان معظم الأطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، وكان أحدهم يتراوح عمره بين 7 و9 أعوام.
لكن القاضي قال إنه على الرغم من خطورة الجرائم، فلا داعي لإصدار حكم بالحبس الفوري.
وأمر بحضوره أيضًا برنامج علاج لمرتكبي الجرائم الجنسية لمدة 40 يومًا بالإضافة إلى 25 يومًا من إعادة التأهيل.
وقال محامي الدفاع فيليب إيفانز للمحكمة إن إدواردز يتقبل “الطبيعة المثيرة للاشمئزاز للصور” ويشعر “بأسف عميق” لـ “خيانته للعديد من الناس”.
وكان من المقرر أن يواجه إدواردز عقوبة قصوى بالسجن لمدة عشر سنوات.
وألقي القبض عليه أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي ووجهت إليه التهم في يونيو/حزيران، لكن لم يتم الكشف عن القضية علناً إلا في أواخر يوليو/تموز، قبل أيام قليلة من مثوله أمام المحكمة.
استقال المذيع الويلزي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في أبريل/نيسان بناء على “نصيحة طبية” بعد 40 عاما من العمل مع الهيئة.
واعترفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الممولة من أموال دافعي الضرائب والتي بنت علامتها التجارية على الثقة العامة، بأن الشرطة أبلغتها بالاعتقال، وتعرضت لانتقادات بسبب استمرارها في دفع راتب إدواردز لمدة ستة أشهر بعد ذلك.
وقال متحدث باسم المحكمة بعد النطق بالحكم “إننا نشعر بالفزع من جرائمه”.
“لقد خان ليس فقط هيئة الإذاعة البريطانية، بل والجمهور الذي وضع ثقته فيه”.
وقالت كلير برينتون، من هيئة الادعاء العام، إن الوصول إلى صور غير لائقة للأطفال “يديم الاستغلال الجنسي لهم، وهو ما يسبب صدمة عميقة وطويلة الأمد لهؤلاء الضحايا”.
تم تعيين إدواردز كمذيع لنشرة أخبار الساعة العاشرة مساءً الرئيسية على قناة بي بي سي في عام 2003.
وبالإضافة إلى جنازة الملكة الراحلة، روى إدواردز حفل زفاف ولي العهد الأمير ويليام على كيت ميدلتون، كما تولى تغطية الانتخابات العامة في المملكة المتحدة.
لكن الحياة المهنية للأب لخمسة أطفال بدأت في الانهيار في يوليو/تموز 2023 عندما أوقفته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن العمل بعد مزاعم في صحيفة شعبية بأنه دفع لشاب مقابل صور صريحة.
ولم يعلق إدواردز على الاتهامات، لكن زوجته أصدرت بيانا قالت فيه إن زوجها “يعاني من مشاكل خطيرة في الصحة العقلية” ويتلقى “رعاية داخلية في المستشفى”.
بدأت الشرطة تحقيقاتها الجنائية مع إدواردز بعد أن كشف هاتف صادره ضباط في إطار تحقيق غير ذي صلة عن مشاركته في محادثة على تطبيق واتساب.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن إدواردز أساء إلى سمعة المؤسسة، وطلبت منه إعادة راتبه منذ اعتقاله، وهو مبلغ قدره 200 ألف جنيه إسترليني.
شهدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في السنوات الأخيرة فضائح كشفت عن أسماء كبيرة متهمة بارتكاب جرائم جنسية متسلسلة، وسط تقارير عن ثقافة التستر.
والأمر الأكثر شهرة هو أن مقدم البرامج جيمي سافيل ثبت تورطه في اعتداءات جنسية على مئات الفتيات الصغيرات على مدى عقود من الزمن، ولم يتم الكشف عن جرائمه إلا بعد وفاته في عام 2011.
