أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء عن توسيع أهداف بلاده في الحرب في غزة، متعهدا بالسماح للإسرائيليين الذين فروا من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية بالعودة إلى منازلهم.
بعد مرور ما يقرب من عام على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة، يتم تبادل إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران، والتي تقول إنها تدعم حليفها الفلسطيني.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل المئات، معظمهم من المقاتلين في لبنان، وعشرات المدنيين والعسكريين على الجانب الإسرائيلي.
وأجبرت الحرب أيضًا عشرات الآلاف من الأشخاص على الجانبين على ترك منازلهم.
وقال مكتب نتنياهو في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، إن “المجلس السياسي الأمني المصغر حدّث أهداف الحرب هذا المساء، بحيث تشمل البند التالي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وفي اليوم السابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمبعوث أمريكي زائر إن “العمل العسكري هو السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة المجتمعات الشمالية في إسرائيل”.
وقال مسؤولون في حزب الله إن الجماعة ستوقف نشاطها إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لكن جالانت حذر من أن الوقت “ينفد”.
في غضون ذلك، قالت حماس إنها تستعد لحرب أخرى، بمساعدة من مقاتليها ودعم من مختلف أنحاء المنطقة.
وفي رسالة إلى حلفاء الحركة في اليمن، الذين أدت هجماتهم البحرية إلى تعطيل حركة الشحن العالمية، قال زعيم حماس يحيى السنوار: “لقد أعددنا أنفسنا لخوض حرب استنزاف طويلة”.
وأضاف السنوار “إن جهودنا المشتركة معكم ومع الجماعات في لبنان والعراق سوف تكسر هذا العدو وتلحق به الهزيمة”.
وتأتي تصريحاته بعد أقل من أسبوع من تصريح جالانت للصحفيين بأن حماس “لم تعد موجودة” كتشكيل عسكري في غزة.
– بلينكن في مصر –
ورغم أن أشهرا من المفاوضات بوساطة ودبلوماسية مكوكية فشلت في التوصل إلى هدنة، قالت واشنطن إنها لا تزال تدفع جميع الأطراف إلى الانتهاء من الاتفاق.
ولسد الفجوات المتبقية، تعمل الولايات المتحدة “بسرعة” على إعداد مقترح جديد، وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
وقال ميلر إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيناقش مساعي وقف إطلاق النار مع المسؤولين المصريين خلال زيارته إلى هناك هذا الأسبوع.
وقال ميلر في بيان إن بلينكن “سيناقش الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي الأوسع”.
ورفض نتنياهو علناً التقييمات الأميركية التي تفيد بأن الاتفاق أصبح شبه مكتمل، وأصر على وجود عسكري إسرائيلي على الحدود بين مصر وغزة.
ولكن الضغوط الدولية والداخلية المتزايدة فشلت في إقناعه بالموافقة على صفقة إطلاق سراح الرهائن التي تحظى بدعم واسع من الرأي العام الإسرائيلي.
وأدى الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 41226 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفصيلا للقتلى من المدنيين والمسلحين.
– “عقاب جماعي” –
ومن المقرر أن يناقش أعضاء الأمم المتحدة، الثلاثاء، مشروع قرار يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرا.
ورغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، فإن إسرائيل نددت بالفعل بالنص الجديد ووصفته بأنه “مخز”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوكالة فرانس برس إن “لا شيء يبرر” العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وقال “نحن جميعا ندين الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس، وكذلك أخذ الرهائن، وهو انتهاك مطلق للقانون الإنساني الدولي”.
“ولكن الحقيقة هي أن لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده بشكل دراماتيكي في غزة”.
وفي وسط قطاع غزة، قام الناجون يوم الاثنين بالبحث بين الأنقاض بعد قصف إسرائيلي لمخيم النصيرات للاجئين.
قتل 10 مواطنين وأصيب 15 آخرون، في قصف صاروخي استهدف منزل عائلة القصاص في النصيرات، وفق مصدر طبي في مستشفى العودة.
وقال الناجي راشد القصاص: “تم قصف منزلي أثناء نومنا دون سابق إنذار”.
– “تغيير جذري” –
وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، أعلن حزب الله مسؤوليته عن “عشرات” الهجمات على مواقع إسرائيلية يوم الاثنين، وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا “إرهابية” في لبنان.
وقال جالانت للمبعوث الأمريكي آموس هوشتاين، في بيان، إن “احتمال التوصل إلى اتفاق أصبح منعدما مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحماس”.
وقال نتنياهو لهوششتاين في وقت لاحق إنه يسعى إلى “تغيير جذري” في الوضع الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل.
قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السبت إن جماعته “ليس لديها نية للدخول في حرب”، ولكن إذا أقدمت إسرائيل على شن حرب “فستكون هناك خسائر كبيرة على الجانبين”.
وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 623 شخصا في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 141 مدنيا على الأقل، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.
وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل، أعلنت السلطات عن مقتل 24 جنديا و26 مدنيا على الأقل.
