عالج مسعفون لبنانيون الثلاثاء عددا كبيرا من الجرحى في موقف سيارات مستشفى في حين سارع آخرون في معقل حزب الله في جنوب بيروت للتبرع بالدم بعد انفجار أجهزة استدعاء لأعضاء الجماعة.
وضربت انفجارات متزامنة عدة مواقع في معاقل لحزب الله في مختلف أنحاء لبنان، حيث أعلنت وزارة الصحة عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين.
واتهمت الجماعة المدعومة من إيران إسرائيل بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود دعما لحليفتها الفلسطينية حماس التي أدى هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع حرب غزة.
وفي أحد مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت، رأى مراسل وكالة فرانس برس أشخاصاً يتلقون العلاج في موقف للسيارات على فراش رقيق، وقفازات طبية على الأرض، ونقالات إسعاف مغطاة بالدماء.
وفي مستشفى آخر بالمنطقة، شاهد المراسل شخصاً مصاباً في الوجه والعين واليد، وآخر في جانب خصره، فيما كان شخص ثالث يتلقى العلاج في سيارة.
وقال موسى، وهو أحد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، طالبا عدم الكشف عن اسمه الأول فقط: “في حياتي كلها لم أر شخصا يمشي في الشارع… ثم ينفجر”.
وقال “كنت أنا وزوجتي في طريقنا إلى الطبيب، فوجدنا أشخاصا ممددين على الأرض أمامي”.
“الناس لم يعرفوا ماذا يحدث.”
وأثارت الانفجارات المفاجئة والواسعة النطاق مشاهد فوضوية في جميع أنحاء البلاد، وانتشرت مقاطع فيديو وصور مروعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك أشخاص ملطخون بالدماء ومصابون على مستوى الخصر حيث قد يكون جهاز النداء موجودًا، أو على أذرعهم وأيديهم ووجوههم.
وأظهر مقطع فيديو، لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه بشكل مستقل، أشخاصا في متجر للخضروات عندما بدا أن الانفجار جاء من جانب رجل، حيث تبعثر الناس وسقط الرجل على الأرض.
وقال شاهد عيان طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إنه رأى جهاز النداء الخاص بأحد أعضاء حزب الله ينفجر فور تلقيه رسالة على الجهاز.
– سيارات الإسعاف تستمر في القدوم –
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن عشرات الأشخاص تجمعوا تحت خيام أقيمت تحت جسر في الضاحية الجنوبية لبيروت للتبرع بالدم في نقطة تبرع أقيمت على عجل فيما دوت صفارات سيارات الإسعاف بشكل متقطع.
وكان أغلب المتبرعين من الرجال، وكانوا يحملون أكياسا ممتلئة بالدم مصفوفة على طاولة، ثم معبأة في صناديق باردة.
وفي مكان آخر في منطقة الحمرا التجارية في العاصمة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس عشرات الأشخاص يتجمعون حول مدخل أحد المستشفيات الرئيسية في المدينة بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى المنشأة.
وفي الشارع القريب من قسم الطوارئ، تجمعت النساء، وبعضهن يرتدين التشادور الأسود، والرجال يحاولون معرفة أخبار الجرحى.
بعضهم بكى أو صرخ بغضب أو استياء، والبعض الآخر أمسك رأسه بين يديه.
وأبلغت إحدى السيدات عبر الهاتف أن أحد أقاربها فقد يده وأصيب في خصره.
وظلت صفارات الإنذار تدوي مع وصول سيارات الإسعاف، بعضها من الدفاع المدني اللبناني أو الصليب الأحمر ولكن أيضا من خدمات الطوارئ الأخرى بما في ذلك جمعية كشافة الرسالة التابعة لحركة أمل حليفة حزب الله.
وحاول جنود وأشخاص بملابس مدنية تسهيل مرور المركبات، فيما قام عمال الطوارئ الذين يرتدون سترات زاهية الألوان بتوجيه بعض سيارات الإسعاف.
وفي جنوب لبنان، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، أفاد مراسل وكالة فرانس برس عن هروب العشرات من سيارات الإسعاف بين مدينتي صور وصيدا، فيما تم إغلاق المستشفيات في المدينتين.
وقال مراسل وكالة فرانس برس في شرق لبنان إن العشرات أصيبوا في حوادث مماثلة في منطقة البقاع.