خرج أنصار حزب الله في لبنان بأعداد كبيرة، الأحد، للمشاركة في تشييع جنازة القائد الكبير الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية، في إظهار كبير للدعم للجماعة المدعومة من إيران.
ووصف حزب الله القائد إبراهيم عقيل بأنه “أحد قادته العظام”، وقال إن الرجل البالغ من العمر 61 عاما توفي في “عملية اغتيال إسرائيلية.. في الضاحية الجنوبية لبيروت” الجمعة.
وكان عقيل يرأس وحدة الرضوان النخبوية في حزب الله، وكان مدرجاً على قائمة العقوبات الأميركية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وقالت إسرائيل إن “الضربة المستهدفة” يوم الجمعة أدت إلى مقتل عقيل والعديد من القادة الآخرين في قوة الرضوان.
وتجمع رجال ونساء، كثير منهم يرتدي ملابس سوداء، لحضور الحفل المزدحم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية حيث يتمتع حزب الله بدعم ثابت.
ورفع بعض المشيعين صور القتلى من عناصر حزب الله.
واصطف مقاتلون بالزي العسكري والقبعات الحمراء في صفوف، بينما حمل آخرون نعش عقيل وجثمان عضو آخر في حزب الله، وكلاهما مغطى بعلم الحزب الأصفر، في حين كانت فرقة موسيقية تعزف.
كان الأمن مشددًا، وكانت المنطقة المجاورة مباشرة محاطة بسياج معدني.
وقالت أميرة مكي (60 عاما) لوكالة فرانس برس إنها شاركت في الجنازة “لنقول إننا جميعا مع” زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وأضافت وهي تحمل صورة شقيقها وصهرها اللذين قتلا بنيران إسرائيلية في الأشهر الأخيرة: “نضحي بأولادنا وأحفادنا من أجله”.
وفي مكان قريب، قالت امرأة عرّفت عن نفسها باسم فاطمة فقط، إن حضور جنازة عقيل كان “واجباً”.
“كل شهيد يحمينا… ولولا تضحيات رجالنا لما كنا هنا”، يقول الشاب البالغ من العمر 26 عاما.
وقالت لوكالة فرانس برس “نحن في… معركة مصيرية”.
– أصابع على الزناد –
وكُتب على إحدى الملصقات الموجودة بالقرب من الموكب: “لن نتخلى عن فلسطين”، في إشارة إلى موقف حزب الله القائل بأن وقف إطلاق النار في حرب غزة فقط هو الذي سيضع حداً لهجماته على إسرائيل.
تبادل حزب الله إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية دعما لحماس منذ أن أدى الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع حرب غزة.
ارتفعت حدة التوتر والعنف بشكل كبير هذا الأسبوع، مع شن إسرائيل غارات جوية كثيفة على جنوب لبنان وإطلاق حزب الله صواريخ على حيفا في شمال إسرائيل هذا الأسبوع، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وفي كلمته خلال الجنازة، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن الحزب “مستعد لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية” في معركته مع إسرائيل.
وقاطع الحضور خطابه بهتافات متقطعة مثل “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل!” وتعبيرات عن الولاء لنصر الله.
وقال قاسم إن عقيل كان “قائدا لعمليات حزب الله” وكان أسس قوة الرضوان وقيادتها في العام 2008.
واستهدفت غارة الجمعة اجتماعا سريا لقادة القوة، ما أدى إلى مقتل 16 منهم.
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن إجمالي عدد القتلى جراء الغارة الجوية الإسرائيلية بلغ 45 شخصا بمن فيهم مدنيون.
وقالت حزب الله إن قائدا كبيرا آخر وهو أحمد وهبي كان أيضا من بين القتلى.
وبعد انتهاء مراسم الجنازة، سار المشيعون بالقرب من التوابيت التي وضعت على شاحنة ووضعت عليها أكاليل الزهور.
ويعد عقيل ثاني قائد كبير في حزب الله يقتل منذ أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن أدت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في يوليو/تموز إلى مقتل القائد الأعلى فؤاد شكر.
وفي هذا الأسبوع أيضاً، قُتل ما لا يقل عن 39 شخصاً وجُرح ما يقرب من 3000 آخرين عندما انفجرت أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لحزب الله. واتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن ذلك، إلا أن الأخيرة لم تعلق.
ورغم تصاعد العنف والمخاوف المتزايدة من اندلاع الحرب، أعرب أنصار حزب الله في جنازة يوم الأحد عن ولائهم الثابت للحركة الشيعية الإسلامية.
وقال المهندس حسين زعرور (72 عاما) الذي أشار إلى أن اثنين من أقاربه قتلا منذ أكتوبر/تشرين الأول “نحن مستعدون للتضحية بدمائنا وأطفالنا”.
وقال لوكالة فرانس برس “نحن مستعدون وأصابعنا على الزناد”.
