القدس/بيروت
شن الجيش الإسرائيلي موجة واسعة النطاق من الضربات الجوية ضد حزب الله المدعوم من إيران، مستهدفا في وقت واحد جنوب لبنان ووادي البقاع الشرقي والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا في صراع مستمر منذ ما يقرب من عام.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري ردا على سؤال من الصحافيين حول احتمال قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنان “سنفعل كل ما هو ضروري” من أجل إعادة السكان الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وهي أولوية حرب بالنسبة للحكومة الإسرائيلية.
وتأتي الهجمات الأخيرة في خضم بعض من أعنف عمليات تبادل إطلاق النار عبر الحدود في صراع محتدم إلى جانب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ودعا هجاري سكان جنوب لبنان إلى الابتعاد عن مواقع حزب الله، وقال إن إسرائيل بدأت في قصف مواقع حزب الله في لبنان بعد تحديد نية لإطلاق النار على إسرائيل.
وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت أطراف العديد من البلدات والقرى في الجنوب وسهل البقاع في شرق لبنان. وأظهرت لقطات أعمدة من الدخان تتصاعد فوق الجنوب.
تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بكثافة يوم الأحد، حيث أطلقت الجماعة المسلحة اللبنانية صواريخ إلى عمق الأراضي الإسرائيلية الشمالية بعد مواجهة قصف مكثف.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم للمشيعين في جنازة أحد قيادات الحزب الذي قُتل الأسبوع الماضي في بيروت: “دخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوحة”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن العمليات ستستمر حتى يصبح من الآمن عودة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على جانبه من الحدود، مما مهد الطريق أيضًا لصراع طويل حيث تعهدت جماعة حزب الله المدعومة من إيران بالقتال حتى وقف إطلاق النار في حرب غزة الموازية.
وتصاعد الصراع بشكل حاد في الأسبوع الماضي، واحتدم منذ أن فتح حزب الله جبهة ثانية ضد إسرائيل، قائلا إنه يتصرف دعما للفلسطينيين الذين يواجهون هجوما إسرائيليا في جنوب غزة.
وتأتي هذه الهجمات في أعقاب غارة جوية على بيروت يوم الجمعة أسفرت عن مقتل 45 شخصا، بما في ذلك قادة حزب الله، وانفجارات مميتة لأجهزة الاتصالات في جميع أنحاء لبنان في وقت سابق من الأسبوع أسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين.
حذرت القوى العالمية إسرائيل وحزب الله من المزيد من التصعيد. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الأحد إن التصعيد العسكري الإقليمي ليس في “مصلحة إسرائيل”، حيث أدى تصاعد التوترات عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان إلى مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وقال كيربي في مقابلة مع برنامج “هذا الأسبوع” على قناة “إيه بي سي” الأميركية: “نحن لا نعتقد أن تصعيد هذا الصراع العسكري يصب في مصلحتهم”، مضيفا أن الولايات المتحدة “تقول هذا بشكل مباشر لنظرائنا الإسرائيليين”.
وقال كيربي “إن التوترات الآن أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضعة أيام فقط”.
وأضاف “لكننا لا نزال نعتقد أنه يمكن أن يكون هناك وقت ومساحة للتوصل إلى حل دبلوماسي هنا وهذا ما نعمل عليه”.
وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحول لبنان إلى “غزة أخرى”، وقال إنه “من الواضح أن كلا الجانبين غير مهتمين بوقف إطلاق النار” في حرب غزة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة فرانس برس إن هناك “قلقا كبيرا إزاء … احتمال تصعيد في المنطقة” يؤدي إلى حرب شاملة.
وأضاف أن التصعيد الأخير في العنف “يؤثر سلباً” على محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي تتوسط فيها مصر منذ أشهر مع قطر والولايات المتحدة.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد المكون من 27 دولة “قلق للغاية” إزاء تصاعد العنف ويدعو إلى وقف “عاجل” لإطلاق النار.
وأضاف أنه “يجب تجنب الحرب الشاملة، بما في ذلك من خلال جهود الوساطة الدبلوماسية المتجددة والمكثفة”.
حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إسرائيل وحزب الله على التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بعد “التصعيد المثير للقلق”.
وفي كلمته أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال، قال لامي إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسهل “التوصل إلى تسوية سياسية، حتى يتمكن المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون من العودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن”.
