قال مسؤول كبير إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (سيباس) المخطط لها مع أستراليا ونيوزيلندا ستساعد الإمارات على تحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى 4 تريليون درهم (1.1 تريليون دولار) في التجارة غير النفطية بحلول عام 2031.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، بعد أن اختتم زيارة ناجحة إلى نيوزيلندا وأستراليا: “إن تعزيز العلاقات مع منطقة أوقيانوسيا الأوسع سيدعم مرونة سلسلة التوريد الإقليمية ويعزز التنمية المستدامة”.
وترأس الزيودي مؤخراً وفداً تجارياً إماراتياً رفيع المستوى إلى البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية. وتوجت الزيارة باختتام المفاوضات بشأن اتفاقية الشراكة الاستثمارية المشتركة بين الإمارات ونيوزيلندا، والتي ستفتح آفاقاً جديدة وهامة للتجارة والاستثمار بين البلدين.
وعقد الزيودي أثناء وجوده في نيوزيلندا عددا من الاجتماعات مع كبار المسؤولين، منهم تود ماكلاي وزير التجارة، ونيكولا ويليس وزير المالية. وركزت المناقشات على الطموحات الاقتصادية لكل دولة وكيف يمكن للتعاون الأكبر أن يساعد في تحقيقها.
كما شارك الزيودي وماكلاي في جلسة أسئلة وأجوبة مع الحزب الوطني في البرلمان النيوزيلندي في ويلينغتون، حيث سلطا الضوء على التزام البلدين بتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية واستكشاف فرص جديدة في القطاع الخاص في كلا البلدين. وأعقب ذلك تنظيم مائدة مستديرة للأعمال لتسهيل المشاركة المباشرة بين وفد الإمارات والشركات النيوزيلندية الرائدة، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا الزراعية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
تظل دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا في الشرق الأوسط، حيث وصل حجم التجارة غير النفطية إلى 768 مليون دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 16% عن مستويات ما قبل كوفيد-19 في عام 2019. وواصل النصف الأول من عام 2024 هذا الاتجاه الإيجابي، مع حجم التجارة لتصل إلى 460.3 مليون دولار، بزيادة 11.5 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي. ومن المتوقع أن تخلق العلاقات التجارية الثنائية المتوسعة فرصًا جديدة عبر مجموعة من القطاعات.
وقال الزيودي: «تشترك دولة الإمارات ونيوزيلندا في التزام قوي ببناء علاقة تجارية مبتكرة ومرنة. تخلق علاقاتنا المتنامية سبلًا جديدة للتعاون بين الشركات، لا سيما في قطاعات مثل الاقتصاد الأخضر وإدارة سلسلة التوريد والأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة. لقد شجعنا كثيرًا الاستجابة الإيجابية لزيارتنا، وليس أقلها إبرام شروط اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة المقترحة، والتي ستعزز علاقتنا على جميع الجبهات.
وعلق ماكلاي قائلاً: “نحن نرحب بهذه المرحلة الجديدة في علاقتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة. إن العلاقات التجارية المتعمقة بين بلدينا توفر إطارًا قويًا لتعزيز النمو والازدهار لكلا البلدين.
كما زار الزيودي أستراليا حيث أجرى محادثات مع معالي د. دون فاريل، وزير التجارة والسياحة الأسترالي. وناقش الوزير الجداول الزمنية للتوقيع على اتفاقية الشراكة وتنفيذها بين البلدين، والتي اختتمت المفاوضات بشأنها في وقت سابق من شهر سبتمبر، وبدء عملية مواءمة إدارات الجمارك الخاصة بكل منهما.
كما ألقى الزيودي كلمة أمام مائدة مستديرة للأعمال في ملبورن، حيث استعرض ممثلو القطاع الخاص القطاعات ذات الفرص القصوى، بما في ذلك الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتعدين والخدمات اللوجستية والسياحة.
ورافق الزيودي وفد إماراتي ضم راشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي. أحمد خليفة القبيسي، الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي؛ بالإضافة إلى كبار المسؤولين من غرف دبي وغرفة تجارة وصناعة الشارقة والاتحاد للطيران وموانئ دبي العالمية إلى جانب ممثلين آخرين عن كيانات الأعمال والمستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة.