تعهد المرشد الأعلى الإيراني في خطاب نادر يوم الجمعة بأن حلفاءه في جميع أنحاء المنطقة سيواصلون قتال إسرائيل، حيث دافع عن الضربة الصاروخية التي شنتها بلاده على عدوها اللدود.
يأتي خطاب آية الله علي خامنئي في طهران في أعقاب الهجوم الإيراني المباشر الثاني على الإطلاق على إسرائيل، وكان أيضًا الأول منذ تصاعد تبادل إطلاق النار بين مقاتلي حزب الله المدعوم من طهران والقوات الإسرائيلية إلى حرب شاملة في لبنان.
وفي حديثه قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أثار الحرب المستمرة في قطاع غزة وأثار إدانة عالمية، دافع خامنئي عن التصرفات “المنطقية والقانونية” للحركة الفلسطينية وأشاد “بدفاعها الشرس” ضد القوات الإسرائيلية. .
وخارج طهران، تجمعت حشود من المتظاهرين في الأردن والبحرين، اللتين تربطهما علاقات مع إسرائيل، بعد صلاة الجمعة لإظهار الدعم لحماس وحزب الله المدعومين من إيران.
وفي عمان حمل المتظاهرون صورا لقادة المتشددين الذين قتلتهم إسرائيل ولافتات تشيد بهجوم السابع من أكتوبر ووصفته بأنه “علامة فخر ومجد وكرامة”.
وبعد مرور ما يقرب من عام على حرب غزة، حولت إسرائيل تركيزها نحو تأمين حدودها مع لبنان، للسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الهجمات الصاروخية عبر الحدود التي يشنها حزب الله بالعودة إلى ديارهم.
شن الجيش الإسرائيلي موجة من الضربات على معاقل حزب الله في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص منذ 23 سبتمبر، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، وإجبار مئات الآلاف على الفرار من منازلهم في بلد غارق بالفعل في أزمة اقتصادية.
وأدت الهجمات إلى مقتل جنرال إيراني ومجموعة من قادة حزب الله، وفي أكبر ضربة للجماعة منذ عقود، اغتالت زعيمها حسن نصر الله.
وقال خامنئي متحدثا أمام حشد من الآلاف في إيران الناطقة بالفارسية: “المقاومة في المنطقة لن تتراجع بهذه الشهداء، وستنتصر”.
واتهم الزعيم الإيراني إسرائيل بأنها “نظام خبيث” “لم يحافظ على مكانته إلا من خلال ضخ الدعم الأمريكي”.
وقال إن ذلك “لن يدوم طويلا”.
وجاء الخطاب في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الداعم لحزب الله والذي قالت طهران إنه انتقام لمقتل نصر الله وشخصيات بارزة أخرى.
وزار كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي بيروت وقال إن حكومته تدعم “الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار” الذي سيكون مقبولا لحزب الله ويأتي “بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة”.
– إغلاق المعبر الحدودي –
وقد ترك التصعيد الناس في لبنان خائفين من عدم وجود نهاية سريعة للعنف الذي يجتاح بلادهم.
وفي بيروت، قالت الممرضة النازحة فاطمة صلاح (35 عاما) إن الناس “خائفون على أطفالنا، وهذه الحرب ستكون طويلة”.
وتوعدت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي تم اعتراضه إلى حد كبير لكنه أثار الخوف في إسرائيل.
وقالت إيران إنها ستكثف ردها إذا شنت إسرائيل هجوما مضادا.
وفي لبنان، أدى القصف الإسرائيلي إلى خروج ثلاثة مستشفيات عن الخدمة، وفي يوم الجمعة وصلت أول دفعة من المساعدات الطبية التي نظمتها الأمم المتحدة إلى مطار بيروت.
قال لبنان إن ضربة إسرائيلية يوم الجمعة قطعت الطريق الدولي الرئيسي المؤدي إلى سوريا، وقالت إسرائيل إن حزب الله كان ينقل أسلحة عبر المعبر الحدودي البري الرئيسي للبلاد.
وتأتي الغارة بعد فرار 310 آلاف شخص، معظمهم سوريون، في الأيام الأخيرة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بحثا عن الأمان النسبي في سوريا المجاورة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت أهدافا لحزب الله قرب المعبر الحدودي خلال الليل بما في ذلك نفق “يتيح نقل وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة”.
وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت 250 من مقاتلي حزب الله هذا الأسبوع.
وفي المعقل الرئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية أن قصفًا مكثفًا خلال الليل استهدف الخليفة المحتمل للجماعة المسلحة، هاشم صفي الدين، بعد أسبوع واحد فقط من مقتل نصر الله.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الغارة التي دمرت خمسة مبان على الأقل وأحدثت حفرة كبيرة في الطريق، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
– حملة تطعيم في غزة –
وأعلنت إسرائيل هذا الأسبوع أن قواتها بدأت غارات برية على أجزاء من جنوب لبنان، معقل حزب الله، بعد أيام من القصف الجوي العنيف.
أعلن حزب الله أنه قصف قوات إسرائيلية في منطقة حدودية بجنوب لبنان الجمعة، في أحدث اشتباك من نوعه على الحدود.
وقالت الحركة المسلحة أيضا إنها واصلت إطلاق الصواريخ، مع إطلاق صفارات الإنذار للتحذير من إطلاق نار قادم في شمال إسرائيل يوم الجمعة.
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 37 شخصا قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن تسعة من جنوده قتلوا في القتال في لبنان.
وفي الضفة الغربية، التي تفصلها الأراضي الإسرائيلية عن غزة، والتي تعرضت لغارات عسكرية مكثفة طوال الحرب، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن غارة جوية أسفرت عن مقتل 18 شخصا في مخيم طولكرم للاجئين.
وقال مصدر أمني فلسطيني لوكالة فرانس برس إن هذه هي الغارة الجوية الأكثر دموية في الأراضي المحتلة منذ عام 2000. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت قياديا محليا في حماس.
وتضاعفت الدعوات لضبط النفس، لكن الدعوات المماثلة التي استمرت أشهرا لوقف القتال في غزة فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأدى هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1205 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 41802 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا للأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. ووصفت الأمم المتحدة الأرقام بأنها موثوقة.
وتركت الحرب سكان المنطقة المحاصرة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يواجهون أزمة إنسانية حادة، وفي أغسطس، تم تأكيد أول حالة شلل أطفال منذ 25 عامًا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تأمل في إعطاء مئات الآلاف من الأطفال في غزة جرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال اعتبارا من 14 أكتوبر، بعد الجولة الأولى الشهر الماضي.
