الصور: الموردة
عند وصوله إلى الإمارات العربية المتحدة قبل 22 عامًا، لم يجد عبد الرحمن، وهو عامل باكستاني، سوى الدفء والقبول والأسرة المحبة في منزل صاحب العمل الإماراتي.
ورغم زيارته لعائلته في باكستان سنوياً، يقول: “لا أستطيع البقاء بعيداً عن الإمارات، أشعر وكأنني غريب عندما أعود إلى بلدي”.
عبد الرحمن، واسمه الحقيقي باشا رحمن، جاء عام 2002 وعمره 16 عامًا، أحضره والد خلفان حميد المطيوعي، الذي وصف عبد الرحمن بأنه شخص “يثق به ويعتمد عليه في كل شيء”.
البقاء حتى موعد مع آخر الأخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
وسرعان ما أصبح قريباً من والد خلفان، حيث كان يعمل في المزرعة ويرافقه في كل مكان، بما في ذلك زيارات المستشفى.
وقال خلفان خليج تايمز: “لقد أصبح (عبد الرحمن) مثل الأخ وأحد أفراد الأسرة؛ أنا أثق به بقدر ما أثق بإخوتي”.
امتد تفاني عبد الرحمن إلى إدارة معظم المهام في المزرعة والمنزل، حتى في غياب خلفان.
ويعتبر المغترب الباكستاني الآن عائلة خلفان عائلته. ويتذكر ارتباطه العميق بوالد خلفان، قائلاً: «أحببته كثيراً، وكان يحبني. ذهبت معه إلى كل مكان.”
قضى عبد الرحمن معه ما يقرب من شهر في المستشفى وشعر بإحساس عميق بالخسارة عندما وافته المنية. وقال: “لقد تحطم قلبي”.
تواصل عائلة خلفان دعم عبد الرحمن، وتلبية جميع احتياجاته ومساعدة أسرته في باكستان. وقاموا بتغطية نفقاته الطبية خلال فترة المرض، مما يضمن حصوله على الرعاية التي يحتاجها قبل العودة إلى الإمارات العربية المتحدة.
سندات 47 سنة
قصة أخرى مؤثرة تأتي من المواطن الإماراتي سعيد الشرد، الذي يتأمل علاقته مع عباس، وهو عامل منزلي كان جزءًا من عائلتهما لمدة 47 عامًا. وصل عباس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1977 عندما كان عمره 14 عامًا فقط، ودخل في دور امتد إلى ما هو أبعد من مجرد العمل.
سعيد وعباس
قال سعيد: “لقد عاملته والدتي كأحد أبنائها”.
ويصف كيف اندمج عباس في أسرتهم، بتوجيه من والدته الراحلة، التي عاملته كواحد من أفرادها. كان عباس مسؤولاً عن مهام مختلفة، بما في ذلك رعاية بقرة الأسرة، وهي مصدر حيوي للعيش.
يتذكر سعيد وقتًا في أوائل التسعينيات عندما أعرب عباس عن قلقه بشأن عدم إنجاب الأطفال. وبعد أن طمأنه بمشاركة آيات من القرآن الكريم تؤكد على الإيمان والبركات، أنعم عباس في النهاية بثلاث بنات، وهو يعتز به بشدة.
على مر السنين، انضم أفراد عائلة عباس أيضًا إلى رحلتهم المشتركة، مما أدى إلى تعزيز العلاقات الفريدة والتعاونية.
ويؤكد سعيد أنه على الرغم من أن مثل هذه الروابط الدائمة قد تكون نادرة، إلا أن جمال هذه الروابط ينعكس من خلال الاحترام المتبادل والحكمة، مما يخلق أساسًا من الثقة والرعاية التي تثري حياتهم.