وقال جهاز الدفاع المدني في غزة يوم الأحد إن ضربات جوية إسرائيلية في جباليا أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل بينما قالت القوات الإسرائيلية إنها طوقت المنطقة لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
بعد عام من القتال بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحولت مساحات واسعة من غزة إلى أنقاض بينما كان الجيش الإسرائيلي يهدف إلى تدمير الجماعة المسلحة بالكامل.
لكن في الأشهر الأخيرة، عادت القوات إلى عدة مناطق في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية حيث كانت قد نفذت في السابق عمليات ضد حماس، لتجد أن المسلحين يعيدون تجميع صفوفهم.
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أن قواته حاصرت منطقة جباليا شمال قطاع غزة ردا على مؤشرات على أن حماس تعيد بناء نفسها رغم ما يقرب من عام من الضربات والقتال.
وقال الجيش في بيان يوم الأحد إن “قوات اللواء 401 واللواء 460 نجحت في تطويق المنطقة وتواصل حاليا العمل في المنطقة”.
واستشهدت بمعلومات استخباراتية تشير إلى “وجود إرهابيين وبنية تحتية إرهابية في منطقة جباليا… بالإضافة إلى جهود حماس لإعادة بناء قدراتها العملياتية في المنطقة”.
وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية قصفت “عشرات الأهداف العسكرية” دعما للقوات البرية.
وقال محمود بسال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة الذي تديره حماس إن عدة غارات هزت جباليا خلال الليل.
وأضاف أن “17 شهيدا، بينهم تسعة أطفال، في الغارات الجوية الإسرائيلية على جباليا”.
– طرق الإخلاء –
وأظهرت لقطات تلفزيونية لوكالة فرانس برس عدة جثث مغطاة بأكفان بيضاء ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض وبعضها يُنقل على نقالات لدفنها.
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي استهدف المنطقة بقصف عنيف.
وقال جميل الحبيبي أحد سكان غزة لوكالة فرانس برس إن “القصف عشوائي وعنيف في اتجاهات متعددة ولا نعرف من أين يأتي القصف ولا نعرف إلى أين نتجه”.
وقال خالد الحواجري، أحد سكان شمال غزة، إن الغارات الجوية المستمرة تذكره “بالأيام الأولى للحرب”.
وقال الحواجري (46 عاما) لوكالة فرانس برس “لم نتمكن من مغادرة المنزل. كل من حاول الخروج استهدفته الطائرات بدون طيار”.
“بين الحين والآخر نضطر إلى إخلاء المنطقة والركض دون أن نأخذ معنا أي شيء بسبب كثافة القصف”.
وأضاف الحواجري: “نحن متعبون حقاً. هذه هي المرة العاشرة التي أغادر فيها منزلي… ولا نعرف متى أو ما إذا كنا سنعود أم لا”.
وتستهدف القوات الإسرائيلية جباليا بانتظام منذ بدء الحرب في غزة، مما أدى إلى نزوح معظم السكان.
وقال الجيش إنه يقوم أيضا بتوسيع المنطقة الإنسانية في المواصي على طول الساحل في جنوب غزة.
وقال الجيش: “لهذا الغرض، تم إعادة فتح طريقين للإجلاء الإنساني من شمال غزة: أحدهما على طول طريق صلاح الدين والآخر على طول طريق الرشيد الساحلي”.
من ناحية أخرى، قال الدفاع المدني في غزة إن غارة جوية إسرائيلية على مسجد كان قد تحول إلى ملجأ يوم الأحد في وسط دير البلح أدت إلى مقتل 26 شخصا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف نشطاء من حماس.
وذكر بيان لوزارة الصحة أن “عدد الشهداء الذين تم نقلهم إلى المستشفيات نتيجة استهداف الاحتلال للنازحين في مدرسة ابن رشد والمسجد الأقصى وصل إلى 26 شهيدا، بالإضافة إلى عدد من الجرحى”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “نفذ ضربة دقيقة على إرهابيي حماس الذين كانوا يعملون داخل مركز القيادة والسيطرة” في المسجد.
واندلعت الحرب في غزة بعد أن هاجم مسلحو حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن قتلوا في الأسر.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 41870 شخصًا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقًا للأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها موثوقة.
