لندن –
وفي كلمة ألقاها في مركز عمليات مكافحة الإرهاب في لندن، حذر رئيس المخابرات الداخلية البريطانية كين ماكالوم من المخاطر التي تشكلها روسيا وإيران وكذلك القلق المتزايد بشأن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في تحديثه السنوي حول التهديدات التي تواجهها بريطانيا يوم الثلاثاء. .
وقال ماكالوم إنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، تم طرد أكثر من 750 دبلوماسيا روسيا من أوروبا، و”الغالبية العظمى منهم جواسيس”.
وقال إن هذا أضعف قدرة أجهزة المخابرات الروسية، وإن هذا الموقف تم الحفاظ عليه من خلال رفض التأشيرات الدبلوماسية لأولئك الأشخاص الذين تعتبرهم بريطانيا وحلفاؤها جواسيس لروسيا.
قال: “اطردوهم، ابعدوهم”.
وبدلاً من ذلك، لجأت الجهات الفاعلة في الدولة الروسية إلى وكلاء، بما في ذلك عملاء المخابرات الخاصة والمجرمين من بريطانيا ودول أخرى للقيام “بعملهم القذر”، لكن هذا أدى إلى تقليص احترافية عملياتهم وجعل تعطيلها أسهل.
وقال إن التهديد أصبح أسوأ خلال العام الماضي وكان هناك اتجاه متزايد لـ “التخريب والحرق العمد وغير ذلك”.
وقال مكالوم إنه منذ يناير/كانون الثاني 2022، استجاب جهاز MI5 والشرطة البريطانية لـ 20 مؤامرة مدعومة من إيران “تمثل تهديدات قاتلة محتملة للمواطنين البريطانيين والمقيمين في المملكة المتحدة”، مضيفًا أنه منذ وفاة مهسا أميني في حجز الشرطة الإيرانية في سبتمبر/أيلول 2022، حدثت “مؤامرة بعد مؤامرة.”
وأضاف أن إيران، مثل روسيا، تستخدم أيضًا وكلاء إجراميين بدءًا من تجار المخدرات وحتى المحتالين من المستوى المنخفض.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأربعاء، إن طهران ترفض “الاتهامات” التي وجهها مسؤول أمني بريطاني.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفها في بيان بالاتهامات المتكررة على مدى العامين الماضيين من قبل المسؤول الأمني البريطاني الذي لم يذكر اسمه.
واتهم بقائي البريطانيين باستضافة جماعات “إرهابية” تستغل حرية التعبير للترويج للعنف، بحسب البيان، وطلب من لندن إعادة النظر في سياساتها تجاه “أمة إيران وغرب آسيا”.
وقال ماكالوم إنه على جبهة أخرى، لا تزال الصين تمثل خطرا كبيرا، وخاصة تهديدها بالحصول على معلومات حساسة من الشركات والأوساط الأكاديمية.
ومع ذلك، قال إن الصين “مختلفة” وبسبب علاقة بريطانيا المعقدة متعددة الطبقات مع بكين، فإنها تتطلب نهجا أكثر دقة.
وأضاف: “العلاقة الاقتصادية بين المملكة المتحدة والصين تدعم نمو المملكة المتحدة، وهو ما يدعم أمننا. وقال إن هناك أيضًا مخاطر يجب إدارتها. وأضاف: “الخيارات معقدة، ومن حق الوزراء أن يصدروا الأحكام الاستراتيجية الكبرى بشأن علاقتنا مع الصين”.
وأضاف أن مصدر القلق الأكبر هو تفاقم التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وبينما لم يكن داعش قوياً كما كان قبل عقد من الزمن، قال إن جهاز MI5 والعديد من شركائه الأوروبيين كانوا يكتشفون الأنشطة المرتبطة بتنظيم داعش.
وقال إنه من بين أعمال MI5 في مجال مكافحة الإرهاب، ركز 75% على المتطرفين الإسلاميين و25% على الإرهاب اليميني المتطرف.
وأضاف أن واحداً من كل ثمانية أشخاص يخضعون للتحقيق كان طفلاً دون سن 18 عاماً، وهي زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في هذه النسبة في السنوات الثلاث الماضية، مع ميل إرهاب المتفجرات من مخلفات الحرب بشكل خاص نحو الشباب.
جاءت معظم التهديدات من أفراد منفردين، يمكنهم الحصول على مواد ملهمة وتعليمية عبر الإنترنت.
وشهدت بريطانيا أعمال شغب على مدى أيام استهدفت طالبي اللجوء والمسلمين في أغسطس/آب بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات في بلدة ساوثبورت الشمالية، حيث قالت الشرطة والسياسيون إن المعلومات المضللة التي انتشرت عبر الإنترنت هي التي أثارت الاضطرابات.
وقال ماكالوم إن “الأنشطة غير المنظمة والعفوية نسبيا” هي التي تسببت في أعمال الشغب وليس تورط دولة أجنبية.
