الجزائر –
أكد وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، هذا الأسبوع، أن بلاده عازمة على اغتنام فرص التعاون مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بهدف تأمين منشآت الطاقة، في تطور يشكل نقطة تحول ملحوظة، خاصة في ظل تصاعد التوترات. التوترات الإقليمية.
وقال مراقبون لـ«العرب ويكلي» إن تصريحات عرقاب تشير إلى تخوف الجزائر من المخاطر التي تهدد مصالحها الاستراتيجية، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات أمنية لضمان تدفق صادراتها من الطاقة إلى أوروبا.
واللجوء إلى حلف شمال الأطلسي لتأمين المنشآت النفطية يظهر قبول الجزائر لواقع جديد بعد فترة من الرهان على توثيق العلاقات مع روسيا والصين، وهو ما أسفر عن عدد من الأزمات مع بعض الدول المستهلكة للغاز مثل إسبانيا وتوتر العلاقات مع أوروبا.
وشدد عرقاب، في لقاء برلماني بين نواب جزائريين وآخرين من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، على الأهمية الكبيرة للأمن في منشآت الطاقة بالجزائر.
وكشف خلال استعراضه لجهود الجزائر لتعزيز التدابير الأمنية حول بنيتها التحتية الاستراتيجية، خاصة في قطاعي النفط والغاز، عن إرساء تدابير أمنية ورقابية في إطار خطة شاملة لتأمين وحماية البنية التحتية للطاقة بالتنسيق بين قوات الأمن والجيش. وحدات.
وأشار عرقاب إلى “التعاون المثمر بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي، خاصة فيما يتعلق بأمن المنشآت والأمن السيبراني ونقل التقنيات المتقدمة وإمكانية التعاون في إدارة المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ وكذا تطوير المهارات التقنية من خلال برامج تكوينية متقدمة”. “.
وفي حين لم يكشف الوزير الجزائري عن شكل وطبيعة المخاطر المحتملة التي تهدد منشآت الطاقة في البلاد، يربطها مراقبون بالتوترات الأمنية المحيطة بالبلاد، خاصة على الحدود الجنوبية والشرقية، حيث تتركز أكبر منشآت ومنشآت النفط والغاز. .
منذ هجوم عين أميناس/تيقنتورين في جنوب البلاد، عندما نفذت مجموعة موالية لتنظيم القاعدة مداهمة واحتجزت العديد من الرهائن وقتلت بعض العمال في عام 2013، غيرت الجزائر سياستها الأمنية بإخضاع جميع شركات الأمن الخاصة للعقوبات. إدارة أمن الدولة والجيش.
ورغم توصيات الأجهزة الأمنية والدبلوماسية آنذاك بتوخي الحذر وعدم المجازفة بالحل الرادع، إلا أن تدخل الجيش الجزائري كان حاسما، حيث قُتل الخاطفون مع أكثر من 30 معتقلا بينهم أجانب من جنسيات مختلفة.
ويبدو أن الجزائر التي تسعى إلى مكانة قوية في الأسواق الأوروبية، ترغب في تقديم ضمانات لذلك، من خلال فتح فرص التعاون الأمني مع حلف شمال الأطلسي، والاستفادة من خبرات المنظمة في تأمين المرافق ومصادر الطاقة وشبكة النقل ومحطات التخزين. .
وقال الوزير الجزائري إن بلاده تريد أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة، مدعومة بإمكانياتها الشمسية وشبكات نقل الكهرباء والغاز وقدرات تحلية المياه.
وخلال لقائه بالجزائر العاصمة مع وفد من الجمعية البرلمانية لحلف الناتو برئاسة فرناندو أدولفو جوتيريز، رئيس المجموعة الخاصة للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، ناقش عرقاب عدة مواضيع مثل أمن الطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتطوير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة. الطاقة، وخاصة الهيدروجين الأخضر. وناقش الطرفان المشاريع الحالية والمستقبلية، مثل خط أنابيب الهيدروجين “الممر الجنوبي 2” الذي سيربط الجزائر بألمانيا عبر إيطاليا والنمسا. كما تم البحث في المشروع المتكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الجزائر، بالإضافة إلى تصدير الهيدروجين إلى إسبانيا عبر البنية التحتية القائمة أو عبر خط أنابيب جديد.
وأشار عرقاب إلى أن أمن الطاقة يعد اليوم “أحد القضايا البارزة التي تهم الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة على حد سواء، وأن تحديات النمو الاقتصادي والوضع الجيوسياسي والتشابك المعقد لقضايا العبور وتقلبات الأسعار والعرض والطلب جعلت أمن الطاقة التركيز الرئيسي في العلاقات الدولية.”
وشدد على أن الجزائر دولة رئيسية منتجة ومصدرة للطاقة، وأن مفهوم أمن الطاقة يعني ضمان تلبية احتياجاتها من الطاقة على المدى الطويل، مع المساهمة في أمن الطاقة العالمي من حيث الانتظام والاستقرار والمصداقية في التوريد مع فيما يتعلق بالنفط والغاز ومصادر الطاقة الأخرى.
وأضاف أن الجزائر تريد أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة، من خلال تطوير روابط الكهرباء والغاز مع أوروبا والدول الإفريقية المجاورة، على غرار مشاريع الربط الكهربائي مع أوروبا وخط أنابيب الغاز العابر للصحراء، مما يؤكد طموح الجزائر لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة. مجال الطاقة.