وقال سكان إن الذعر اجتاح دمشق بعد أن أعلن مقاتلو المعارضة الذين يتقدمون بسرعة يوم السبت أنهم بدأوا عمليات لمحاصرة العاصمة السورية، فيما سارع كثيرون إلى تخزين الإمدادات الحيوية.
وانتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم في المحافظات المجاورة، حيث أسقط المتظاهرون المناهضون للحكومة تماثيل الرئيس الراحل حافظ الأسد في ضاحية جرمانا بدمشق وفي مدينة درعا الجنوبية.
وقالت رانيا، وهي من سكان دمشق، وهي في شهر حملها الثامن، إنها لم تتمكن من العثور على الدواء الذي كانت في أمس الحاجة إليه في أي مكان بسبب إغلاق المتاجر والصيدليات في وقت مبكر.
وقالت لوكالة فرانس برس “أنا خائفة جدا علي وعلى ابنتي التي لم تولد بعد”.
“أحاول شراء الدواء منذ الصباح لكني لا أستطيع العثور على ما أحتاج إليه”.
وقالت رانيا إنها اضطرت للعودة إلى المنزل خالي الوفاض بعد أن طلب منها زوجها العودة.
وقالت: “لم يكن الوضع على هذا النحو عندما غادرت منزلي هذا الصباح… فجأة أصبح الجميع خائفين”.
وقال المتمردون في وقت سابق اليوم السبت إنهم بدأوا عمليات لتطويق العاصمة التي تسيطر عليها الحكومة بعد الاستيلاء على البلدات القريبة.
ونفت وزارة الدفاع السورية فرار الجيش من مواقعه القريبة من المدينة.
وتحدث سكان لوكالة فرانس برس عن حالة من الذعر مع ازدحام المرور في وسط دمشق وبحث الناس عن الإمدادات واصطفوا في طوابير لسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي.
وقال ثلاثة من السكان، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأسباب أمنية، إنهم يجدون صعوبة في العثور على الطعام أو الأدوية بسبب إغلاق المتاجر.
وزادت الشائعات التي تفيد بأن الرئيس بشار الأسد فر من البلاد من القلق، على الرغم من أن مكتبه نفى هذه التقارير وقال إنه لا يزال في دمشق.
وكان آخر ظهور علني للأسد يوم الأحد خلال زيارة رسمية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
– “سوريا لنا” –
وانتشرت قوات الأمن والجيش في حي المزة الذي يضم سفارات ومكاتب للأمم المتحدة ومقرات أمنية.
وقال وزير الداخلية محمد الرحمون للتلفزيون الرسمي إن قوات الأمن فرضت طوقا لا يمكن اختراقه حول المدينة أثناء قيامه بجولة في العاصمة في محاولة “لطمأنة” المواطنين.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الوضع كان مختلفا تماما على بعد بضعة كيلومترات في ضاحية جرمانا بجنوب دمشق حيث أسقط متظاهرون مناهضون للحكومة تمثالا لوالد الأسد.
كما أسقطت تماثيل في حماة، استولى عليها المتمردون بعد أيام من الاستيلاء على مدينة حلب الثانية، في مشاهد تذكرنا بالاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد في عام 2011.
وفي جرمانا، التي تضم أغلبية من الدروز والمسيحيين والعائلات النازحة بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عقد، أظهرت لقطات فيديو تحققت منها وكالة فرانس برس شباناً وهم يهتفون: “سوريا لنا، ليست ملكاً لعائلة الأسد”.
وقال أحد الشهود عبر الهاتف إنه رأى “عشرات المتظاهرين” وهم يدمرون تمثال والد الأسد في الساحة الرئيسية في جرمانا التي تحمل اسم الرئيس السابق.
وقال شاهد آخر مر بالميدان في وقت لاحق إن التمثال تحطم.
وقال محمد (35 عاما) وهو من سكان دمشق لوكالة فرانس برس إنه شعر “بمزيج من الصدمة والخوف والقلق بشأن المستقبل”.
وأضاف “لا شيء يقارن بما نمر به اليوم. لكنني أعتقد أننا نشهد أياما ستسجل في التاريخ”.