اعترفت السلطة الفلسطينية، الخميس، بمسؤولية قواتها عن مقتل شاب فلسطيني (19 عاما) خلال الاضطرابات التي شهدتها مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع.
وكان الرحبي شلبي قد قتل يوم الاثنين وسط اشتباكات نادرة بين مسلحين محليين وقوات الامن الفلسطينية التي تمارس سلطة محدودة في الاراضي التي تحتلها اسرائيل.
وكانت قوات الأمن قد زعمت في البداية أن شلبي تعرض للضرب حتى الموت على أيدي “مخالفين للقانون”.
لكن السلطة الفلسطينية قالت، الخميس، في بيان لها، إنه “بعد متابعة حثيثة ومراجعة كافة التفاصيل.. تتحمل السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن استشهاده”.
وأضافت السلطة الفلسطينية أنها “ملتزمة بالتعامل مع تداعيات” الحادث الدامي “بما يضمن العدالة واحترام الحقوق”.
وبعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل شلبي وإصابة قريب له يبلغ من العمر 16 عاما، أدانت حركة حماس الفلسطينية قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، التي يهيمن عليها منافسها السياسي حركة فتح.
ويظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه بشكل مستقل، شلبي وقريبه الأصغر سنا وهما يوقفان دراجتهما الصغيرة بالقرب من مركبة مدرعة تابعة لقوات الأمن الفلسطينية قبل إطلاق النار عليهما.
وتتمتع السلطة الفلسطينية بسلطة إدارية جزئية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
وتشكل جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها معقلاً للفصائل المسلحة التي تقدم نفسها على أنها مقاومة أكثر فعالية للاحتلال الإسرائيلي، على عكس السلطة الفلسطينية التي تنسق الشؤون الأمنية مع إسرائيل.
وتصاعدت التوترات في الضفة الغربية بعد أن اعتقلت السلطة الفلسطينية عددا من المسلحين في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي يوم الخميس من الأسبوع الماضي، استولى مسلحون على مركبتين رسميتين للسلطة الفلسطينية وتجولوا في مخيم جنين للاجئين وهم يلوحون بأعلام حركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس في قطاع غزة.
ووقعت بعد ذلك اشتباكات بالأسلحة النارية في المنطقة استمرت حتى يوم الاثنين، على الرغم من الجهود المبذولة لتهدئة الوضع.
ووقعت أضرار كبيرة جراء المعارك، وأظهرت لقطات تلفزيونية لوكالة فرانس برس نوافذ مهشمة وأضرارا ناجمة عن النيران في المستشفى المحلي مساء السبت.
وزادت الاشتباكات بين المسلحين المحليين والقوات الفلسطينية من حدة العنف المتصاعد بالفعل في الضفة الغربية، مع تزايد الغارات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.