المشتبه به في حادث الدهس المميت في سوق عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ الألمانية يوم الجمعة هو لاجئ سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا من عائلة شيعية أعلن نفسه ملحدًا و”معادًا للإسلام”.
ويعيش طالب جواد العبدالمحسن في ألمانيا منذ عام 2006 ويمارس عمله كطبيب نفسي في بلدة بيرنبورغ بالقرب من ماغديبورغ. ولم تكن له صلات معروفة بالجهاديين.
وتم القبض على عبد المحسن في السيارة المستخدمة في الهجوم، ويشتبه في قيامه بدهس عمداً حشد من المحتفلين بعيد الميلاد في شمال ألمانيا مساء الجمعة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وتأتي حادثة الدهس بعد مرور ثماني سنوات على هجوم مماثل على سوق لعيد الميلاد في برلين أسفر عن مقتل 13 شخصًا.
وقالت السلطات في ألمانيا إن التاريخ لم يكن محض صدفة، رغم أنها لم تقل إنه هجوم إسلامي.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، صور عبد المحسن نفسه على أنه ضحية للاضطهاد وارتد عن الإسلام، واستنكر ما وصفه بأسلمة ألمانيا.
ينحدر من عائلة شيعية في قرية الهفوف في محافظة الأحساء ذات الأغلبية الشيعية، شرق المملكة العربية السعودية.
ووصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع اللاجئ بعد 10 سنوات، بحسب وسائل إعلام ألمانية وناشط سعودي.
وعاش عبد المحسن وعمل في منطقة ساكسونيا-أنهالت، التي تقع عاصمتها ماغديبورغ على بعد 130 كيلومترا (80 ميلا) غرب برلين.
وفي مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية قبل عدة سنوات، قال إنه تعرض للتهديد بالقتل بتهمة الردة.
وفي مقابلة غير منشورة مع وكالة فرانس برس من عام 2022 لقصة غير ذات صلة، قدم عبد المحسن نفسه على أنه “ملحد سعودي”، وقال إن الشباب السعوديين لا يفرون من الحكومة فحسب، بل “يفرون من الإسلام”.
وقال “التربية الإسلامية الصارمة هي سبب كل مشاكل المسلمين وخاصة النساء”.
وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن وجود روابط بين عبد المحسن واليمين المتطرف في ألمانيا. وكان معروفًا في الشتات السعودي في البلاد وساعد طالبي اللجوء، وخاصة النساء.
وقال طه الحجي المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومقرها برلين لوكالة فرانس برس إنه “شخص مضطرب نفسيا ولديه شعور مبالغ فيه بأهميته الذاتية”.
وأضاف “هذا بالتأكيد ليس هجوما بدوافع إسلامية”.
وقال الحاجي إن عبد المحسن كان “منبوذا” بين الجالية السعودية في ألمانيا، على الرغم من عمله مع طالبي اللجوء.
وفي أغسطس/آب الماضي، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: “هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا دون تفجير سفارة ألمانية أو ذبح مواطنين ألمان بشكل عشوائي؟ أنا أبحث عن طريق سلمي منذ يناير/كانون الثاني 2019 ولم أجده. إذا كان أحد يعرفه”. ، أخبرونى من فضلكم.”
وأدان في تدوينة ما أسماه “الجرائم التي ترتكبها ألمانيا بحق اللاجئين السعوديين وعرقلة سير العدالة مهما قدمت لهم الأدلة”.