بغداد
أقر البرلمان العراقي يوم الثلاثاء قانونا معدلا أثار غضبا بسبب مخاوف من أنه ينتقص من حقوق المرأة ويسمح بزواج القاصرات.
وقال مجلس النواب على موقعه الإلكتروني إنه اعتمد “اقتراح تعديل قانون الأحوال الشخصية”، فضلا عن “التعديل الثاني لقانون العفو العام”.
يسمح تعديل قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 للناس بالاختيار بين الأنظمة الدينية أو المدنية فيما يتعلق بشؤون الأسرة مثل الزواج والميراث والطلاق وحضانة الأطفال.
وواجهت نسخة سابقة من التعديلات ردود فعل عنيفة من الناشطين النسويين وجماعات المجتمع المدني بسبب مخاوف من أنها ستخفض الحد الأدنى لسن زواج الفتيات المسلمات إلى سن التاسعة.
لكن النائب محمد عنوز قال إن النسخة المعدلة أعادت العمل ببنود القانون القديم التي حددت سن الزواج بـ 18 عاما، أو 15 عاما بموافقة ولي الأمر والقاضي.
وبموجب التعديل الجديد، يمكن للأزواج اختيار قواعد المسلمين الشيعة أو المسلمين السنة، وسيكون أمام رجال الدين والمحامين أربعة أشهر لوضع لوائح خاصة بالمجتمع.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، حذرت منظمة العفو الدولية من أن التعديلات قد تحرم النساء والفتيات من الحماية فيما يتعلق بالطلاق والميراث.
كما أقر البرلمان قانون العفو العام الذي أثار خلافات بين الكتل السياسية. ويتيح القانون إعادة محاكمة المدانين في عدد من الجرائم.
ورحب حزب التقدم، الكتلة السنية الأكثر نفوذا، بإقرار قانون العفو.
وكانت الطائفة السنية في العراق هي المؤيد الرئيسي لإعادة النظر في القانون، ودفعت من أجل أن يتضمن مراجعة كاملة لجميع الإدانات المتعلقة بتهم الإرهاب.
ويستثني القانون الإدانة بـ”الجرائم الإرهابية” التي تؤدي إلى وفاة شخص أو “إعاقة دائمة”، أو التي تنطوي على قتال القوات الأمنية العراقية أو “تخريب المؤسسات”، بحسب عنوز.
وأوضح أنوز أنه يسمح للقضاء بإعادة فتح التحقيقات وبدء محاكمات جديدة لأولئك الذين يقولون إنهم اعترفوا “تحت التعذيب” أو أدينوا بناء على “معلومات قدمها مخبر سري”.
في السنوات الأخيرة، أمرت المحاكم العراقية بإعدام المئات في قضايا الإرهاب، وهي إجراءات تقول جماعات حقوق الإنسان إنها غالبًا ما تفتقر إلى الإجراءات القانونية الواجبة أو يتم فيها قبول الاعترافات التي يشتبه في أنها انتزعت تحت التعذيب.
وقال أنوز إنه في بلد يعاني من الفساد المستشري، يمكن للمتهمين باختلاس الأموال العامة الاستفادة أيضا من قانون العفو إذا قاموا بسداد الأموال المسروقة.
وبحسب ما ورد شمل العفو السابق لعام 2016 150 ألف شخص.
ويستثني قانون العفو الجديد الاغتصاب وسفاح القربى والاتجار بالبشر.
وتم اعتماد القوانين التي تم إقرارها يوم الثلاثاء، والتي أقرتها المجتمعات الشيعية والسنية والكردية، في حزمة واحدة، حيث وافقت الأحزاب السياسية على تجنب أي عرقلة.
لكن العديد من المشرعين نددوا بالمخالفات التي حدثت في عملية التصويت، وهدد البعض بالذهاب إلى المحكمة لإبطال جلسة الثلاثاء.
وزعمت النائب نور نافع أن البرلمان أقر قانون الأحوال الشخصية والعفو العام “بدون تصويت”.
وقالت في برنامج X إن النواب “لم يرفعوا أيديهم”، مضيفة أن بعض المشرعين غادروا الغرفة ردا على “المهزلة”.