قابس
تظاهر المئات في ولاية قابس بجنوب تونس يوم الجمعة للمطالبة بتفكيك مصنع محلي لتجهيز الفوسفات بعد ورود تقارير عن ضيق في التنفس بين السكان.
ودعا المتظاهرون إلى “تفكيك المجموعة الكيميائية”، مرددين هتافات “نريد أن نعيش” و”قابس ضحية التلوث والظلم”.
ودعت مجموعة الحملة المحلية “أوقفوا التلوث” إلى الاحتجاج بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تلاميذ المدارس المحليين وهم يكافحون من أجل التنفس في الفصل الدراسي.
وأظهرت اللقطات ضباط الحماية المدنية وأولياء الأمور القلقين يهرعون لمساعدة الطلاب.
وفي الشهر الماضي، ذكرت تقارير محلية أن حوالي 20 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفى بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، حيث اتهم المصنع بقذف النفايات السامة في البحر والهواء.
تؤدي معالجة صخور الفوسفات إلى أسمدة إلى انبعاث غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت والأمونيا.
والنفايات الصلبة الرئيسية هي الجبس الفوسفوري، الذي يصرفه المصنع في البحر الأبيض المتوسط.
يحتوي على الراديوم الذي يتحلل إلى غاز الرادون، وهو غاز مشع ويمكن أن يسبب السرطان.
وينظم سكان مدينة قابس، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة، حملة منذ عقود ضد التلوث الناجم عن المصنع، وحصلوا أخيرًا على وعد من الحكومة في عام 2017 ببدء إغلاقه التدريجي.
لكن مع غرق تونس الآن في الدين العام، تراجعت الحكومة الحالية عن هذا الوعد وتخطط لزيادة إنتاج الأسمدة خمسة أضعاف في قابس في محاولة لتعزيز عائدات العملة الصعبة.
اعتادت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا أن تكون خامس أكبر منتج للأسمدة في العالم، لكنها تراجعت إلى المركز العاشر خلال العقد ونصف العقد الماضيين.
وتعهد الرئيس قيس سعيد بتنشيط القطاع وعكس سنوات طويلة من نقص الاستثمار في مصنع قابس.
تم افتتاح المجموعة الكيميائية التونسية (GCT) التي تديرها الدولة، والتي تدير المصنع، في عام 1972. ويظل تعدين الفوسفات ومعالجته أحد الموارد الطبيعية الرئيسية في تونس.