الحسكة، سوريا
أعلن الزعيم الكردي السوري مظلوم عبدي أنه توصل إلى “اتفاق مبدئي” مع دمشق بشأن دمج قواته في القوات العسكرية والأمنية السورية.
وكان عبدي، الذي يرأس قوات سوريا الديمقراطية القوية، قد التقى بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في دمشق الأسبوع الماضي، إلى جانب المبعوث الأمريكي توم باراك والقائد الأمريكي براد كوبر.
ورغم أن القوات الكردية، التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا الغني بالنفط، وقعت اتفاقا مع السلطات السورية الجديدة في مارس/آذار لدمج مؤسساتها المدنية والعسكرية، إلا أن شروط الاتفاق لم يتم تنفيذها.
وقال عبدي في مقابلة أجريت معه في قاعدة عسكرية بمدينة الحسكة بشمال شرق البلاد، الأحد، إن “الجديد في محادثاتنا الأخيرة في دمشق هو التصميم المشترك والإرادة القوية لتسريع تنفيذ بنود” الاتفاق.
وأضاف أن “النقطة الأهم هي التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن آلية دمج قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي (الكردية) في إطار وزارتي الدفاع والداخلية”.
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية المدعومة من واشنطن من نحو 100 ألف عضو من الذكور والإناث، وفقا لها.
لعبت قوات سوريا الديمقراطية دورًا حيويًا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتطرف في سوريا، مما أدى في النهاية إلى هزيمة التنظيم الجهادي على الأرض في البلاد في عام 2019.
وقال عبدي إن وفوداً عسكرية وأمنية من قواته تتواجد حالياً في دمشق لبحث آلية دمجهم.
وبعد سقوط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الشرع حل جميع الجماعات المسلحة، ليتم استيعابها في مؤسسات الدولة.
وأوضح عبدي أنه “سيتم إعادة هيكلة قوات سوريا الديمقراطية من خلال دمجها في وزارة الدفاع”، ضمن عدة تشكيلات.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الخلافات.
وأضاف: “نحن نطالب بنظام لامركزي في سوريا… لم نتفق عليه”، مضيفا أنهم “ما زالوا يناقشون إيجاد صيغة مشتركة مقبولة للجميع”.
وأكد أنهم “متفقون على وحدة أراضي سوريا ووحدة الرموز الوطنية واستقلال القرار السياسي في البلاد ومكافحة الإرهاب”.
“نحن جميعا متفقون على أن سوريا يجب ألا تعود إلى عصر الحرب، وأنه يجب أن يكون هناك استقرار وأمن. وأعتقد أن هذه العوامل كافية بالنسبة لنا للتوصل إلى اتفاق دائم”.
وخلال اللقاء الأخير مع الشرع، قال عبدي إنه دعا إلى “تعديل أو إضافة بعض البنود إلى الإعلان الدستوري القائم” الذي أُعلن عنه في آذار/مارس الماضي، لا سيما تلك المتعلقة بـ “ضمان حقوق الشعب الكردي في الدستور”.
وأضاف: “كان هناك رد فعل إيجابي على هذا الأمر، ونأمل أن يحدث ذلك قريبا”.
كما أعرب عبدي عن امتنانه للولايات المتحدة وفرنسا لتسهيل المفاوضات مع دمشق.
وردا على سؤال حول تركيا الداعم الرئيسي لدمشق، والتي كانت دائما معادية لقوات سوريا الديمقراطية، قال عبدي إن “أي نجاح للمفاوضات سيعتمد بالتأكيد على دور تركيا”، معربا عن أمله في أن تلعب “دورا داعما ومساهما في عملية التفاوض الجارية”.
وحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات سوريا الديمقراطية يوم الأربعاء على “الوفاء بتعهداتها” و”إكمال اندماجها مع سوريا”.
وعندما سئل عن احتياطيات الوقود الأحفوري في المنطقة، أشار عبدي إلى أنهم “لم يناقشوا بعد قضية النفط، ولكن سيتم بالتأكيد تناولها في الاجتماعات المقبلة”.
“النفط والثروات الجوفية الأخرى في شمال شرقي سوريا ملك لجميع السوريين، ويجب توزيع عائداتها وعائداتها بشكل عادل على جميع المحافظات السورية”.