الرباط
صادق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، بالإجماع، اليوم السبت، على ترشيح إدريس لشكر لولاية رابعة على رأس الحزب، لتمديد قيادته إلى غاية الانتخابات العامة المقبلة عام 2026.
وقال لشكر إن تجديد ولايته يعكس “إرادة أعضاء الحزب” ويمثل “تنفيذا لقرارهم الجماعي الذي لا يمكن الرجوع عنه ما دام خيارا مشتركا”.
وقال في مؤتمر صحفي إن نتائج المؤتمر الثاني عشر للحزب أكدت رغبته في بقاء القيادة الحالية في مكانها. وأرجع القرار إلى “العمل اليومي والجهود المتواصلة عبر قواعد الحزب وهياكله القطاعية، مع ضمان التجديد الحقيقي الذي يبدأ من القاعدة”.
ومنح المجلس الوطني للحزب الأشقر رسميا شرعية الاستمرار من خلال وثيقة تنظيمية وسياسية تجيز تمديده. وقد تمت الموافقة على الاقتراح، الذي تم تقديمه للتصويت المفتوح، بأغلبية مطلقة، مما يؤكد الدعم الواسع النطاق من الهيئات الإقليمية والقطاعية للحزب.
وقال المجلس الوطني في بيان له إن الأشقر “يواصل الإشراف على الاستعدادات للانتخابات المقبلة والمشاورات مع وزارة الداخلية”، مضيفا أنه قدم مبادرات لضمان الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية. وقالت إن قرار المجلس يستند إلى النظام الأساسي للحزب، الذي يسمح بتمديد التفويض عندما يعتبر ذلك في مصلحة المنظمة.
وشدد لشكر على أن التجديد داخل الحزب “ليس مجرد شعار، بل هو تطبيق عملي لقرارات شعبية”. وقال إن الأعضاء عبروا عن آرائهم بحرية “دون تدخل خارجي أو محاولات لتغيير الترشيحات”. وأضاف أن القيادة ستواصل دعم القرارات الجماعية وتعزيز القدرة المؤسسية للحزب على جميع المستويات.
وشدد على أن “التجديد الحقيقي داخل الحزب يبدأ من القاعدة”، مشيرًا إلى التقليد الطويل للمؤتمرات القطاعية، بما في ذلك مؤتمرات النساء والشباب والمحامين ومهنيي التعليم العالي، والتي يعود تاريخها إلى السبعينيات. وقال إن هذه تظهر قوة تنظيمية “لا مثيل لها في معظم الأحزاب السياسية الأخرى”، مما يمكّن الاتحاد الاشتراكي من الحفاظ على حضور قوي في الحياة العامة والقطاعات المهنية مثل التعليم والصحة والعدالة والقانون.
وقال الأشقر: “إننا نقترب من الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2026 بقيادة موحدة وتنظيم قوي”. “هدفنا هو أن يأتي الاتحاد الاشتراكي في المقام الأول. ولن نرضى بأن نكون مجرد متفرجين على الساحة السياسية”.
وقال هشام العامري، الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، إن الاتحاد الاشتراكي يواجه تحديات في تجديد صورته واستراتيجياته. وقال لصحيفة العرب ويكلي: “لكي يصل الاتحاد الاشتراكي إلى المركز الأول، عليه أن يبدأ بتغيير نهجه في التسويق السياسي، وهذا لا يمكن أن يحدث دون تغيير الأشخاص المعنيين، ليس فقط الأمين العام ولكن أيضًا الشخصيات الأخرى المرتبطة بالتراجع الانتخابي للحزب”.
وقال العامري إن إصرار قادة الحزب الذين خدموا لفترة طويلة يقوض الحياة السياسية في المغرب. وقال: “إن ترسيخ الأمناء العامين، الذي تبرره شرعيتهم التاريخية، يضعف في نهاية المطاف الأطراف نفسها”.
وأضاف أن كسر العزلة الحالية للاتحاد الاشتراكي “يتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد تجمع بين المقاربات القانونية والسياسية والجغرافية والاجتماعية. قوة الحزب لا تبنى فقط على برنامجه، بل على المرشحين القادرين على الدفاع عنه من كل زاوية”.
وقال لشكر إن الاتحاد الاشتراكي يسعى إلى تجاوز السياسات الاحتجاجية من خلال تطوير “مشاريع سياسية وإصلاحية حقيقية تشمل الحكم والاقتصاد والسياسة والشؤون الاجتماعية”. وأضاف أن هذه المبادرات تعتمد على الخبرة التنظيمية الطويلة للحزب والمشاركة الشعبية.
وقال إن الحزب لا يزال على علم بـ”الاختلالات والفساد” في النظام ويعمل “بشجاعة” لمعالجتها مع الحفاظ على التوازن “بين النقد البناء والمشاركة الفعالة في المشهد السياسي الوطني”.