بيروت
قوبل اقتراح بعض البرلمانيين المتحالفين مع الكتلة السيادية والإصلاحية في لبنان لتنفيذ تأجيل فني للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو بمعارضة قوية من أعضاء من نفس الخط السياسي.
ويأتي الاقتراح على خلفية اعتراض الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، إلى جانب الكتلة الوطنية، على تعديلات قانون الانتخابات، لا سيما البند المتعلق بحقوق التصويت للمغتربين.
ويعارض الثنائي الشيعي والكتلة الوطنية منح المغتربين حق التصويت على جميع مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا، ويصرون بدلا من ذلك على الاحتفاظ بالحصة الحالية المكونة من ستة مقاعد والموزعة عبر القارات. ويأتي هذا الموقف بعد الانتخابات السابقة التي أظهرت ميلاً قوياً لدى المغتربين نحو القوى السيادية والإصلاحية في لبنان.
كان اقتراح التأجيل الفني، الذي يهدف إلى تأجيل الانتخابات لبضعة أسابيع، محاولة من قبل بعض النواب لتضييق الخلافات حول قانون الانتخابات، لكن الفصائل السياسية المعارضة لهذا الإجراء تقول إنه يفتح الباب أمام حزب الله لفرض تأجيل غير محدد للعملية الانتخابية.
وكان النائب غسان سكاف أول من اقترح علنا التأجيل الفني، مؤكدا الثلاثاء لوسائل إعلام محلية أنه يعتزم طلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز/يوليو للسماح للمغتربين بالتصويت أثناء تواجدهم في لبنان، ضمن تسوية سياسية تجري خلف الكواليس.
وأوضح سكاف في وقت سابق اقتراحه قائلاً: “لقد كشفت المعركة الكبرى حول قانون الانتخابات وتصويت المغتربين عن الانقسامات العميقة التي يواجهها لبنان عشية الولاية البرلمانية عام 2026. وقد أدى هذا الانقسام البرلماني المتفجر حول تصويت المغتربين إلى شل المجلس التشريعي، محذراً من أزمة سياسية لا يمكن حلها إلا من خلال تفاهم شامل. وإلا فإن تأخير الانتخابات قد ينشأ من الخلافات حول تصويت المغتربين وتصويت المغتربين”. خلافات حول القانون، مما قد يعرض للخطر إجراء الانتخابات في موعدها. كما أن التصعيد الإسرائيلي قد يشكل تهديدا إضافيا للانتخابات.
وأضاف: “إن الولاية الجديدة الواعدة يمكن أن تهتز إذا تأخرت الانتخابات، إلى جانب أمل اللبنانيين في تغيير إيجابي جذري يمكن أن تحققه الانتخابات المقبلة. ونتوقع تسوية في الأفق من شأنها إلغاء تمثيل المغتربين للمقاعد الستة مع التنازل عن حقهم في التصويت لـ 128 نائبا. وإذا كان الأمر كذلك، فأنا أقترح تسوية بديلة على شكل تأخير فني لبضعة أسابيع، يؤدي إلى إلغاء الانتخابات السادسة عشرة”. المنطقة، والسماح للمغتربين الراغبين في ممارسة حقوقهم التصويتية بالقيام بذلك في وطنهم خلال فصل الصيف، والمساهمة في النمو السياحي والاقتصادي الذي نتوقعه سنويًا.
وسرعان ما رفضت القوات اللبنانية وحزب الكتائب اقتراح التأجيل الفني، وأصرتا على الدفاع عن حق المغتربين في التصويت في بلدان إقامتهم باستخدام جميع الأدوات السياسية المتاحة، بما في ذلك التصويت على قانون الانتخابات في مجلس الوزراء.
تاريخياً، كان تأخير التفويضات الدستورية بمثابة استراتيجية افتراضية في الحكومات السابقة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى إغراق لبنان في الشلل المؤسسي.
ويقول معارضو التأخير الفني إن هذا الإجراء يرسل إشارة سلبية محلياً ودولياً حول الولاية الجديدة، التي يأمل الكثير من اللبنانيين أن تستعيد السيادة وتبني دولة تحكمها المؤسسات، متحررة من النفوذ السياسي. ويؤكدون أن أي تأجيل يخدم في النهاية مصالح حزب الله والمؤسسة السياسية السابقة، والتي يقولون إن لبنان يجب أن يتجاوزها.
دعا النائب جورج عدوان عن حزب القوات اللبنانية رئيس مجلس الوزراء نجيب سلام إلى “… إدراج المشروع المقدم من وزير الخارجية ووزير المغتربين يوسف الرجي بشأن تصويت المغتربين على جدول أعمال الجلسة الأولى والتصويت عليه، وإلا فلن يمارس سلام مسؤولياته وعليه أن يتحمل تبعات الانتخابات”.
وحث عدوان على عرض الأمور الخلافية على الجلسة العامة، قائلا: “مهما كان التصويت على قانون الانتخابات ومهما تقرر سنلتزم به، لكن يجب ألا نبقى في طي النسيان. سندافع بكل ما أوتينا من قوة عن حق المغتربين في التصويت لكل النواب الـ 128، وهذا حق مقدس لهم”، رافضاً أي تأخير ولو ليوم واحد، وأضاف: “لن نقبل تسويات خارج الدستور والوطن”. قانون.”
في هذه الأثناء، قال النائب إلياس حنكش: “الديمقراطية تعني خلق ديناميكية داخل البرلمان. بعض اللجان غير منتجة ويجب أن يتغير الأعضاء؛ لذلك، يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا في هذا الإطار. لقد وصل لبنان إلى هذه النقطة لأننا لا نحترم المواعيد الدستورية. يجب أن نحترم الدستور، ونرفض تأخير الانتخابات، ونضغط أكثر على تصويت المغتربين”.
تمثل الانتخابات البرلمانية المقبلة لحظة محورية بالنسبة للبنان، ومن المحتمل أن تحدد ما إذا كانت البلاد تسعى إلى تغيير جذري، أو العودة إلى الوضع الراهن، أو البقاء متوقفة، حيث لا يخدم الخياران الأخيران أي مصلحة وطنية.
حذر المبعوث الأميركي توماس باريت، اليوم الاثنين، من نية حزب الله تأجيل الانتخابات، خاصة إذا تكبد الحزب خسائر عسكرية أو إقليمية أو سياسية كبيرة جراء ضربة إسرائيلية. وأشار إلى أن الانتخابات في مثل هذه اللحظة ستكشف نقاط ضعف حزب الله، وتؤدي إلى خسائر انتخابية لحلفائه، وتشجع الفصائل المتنافسة على تحدي هيمنتها داخل النظام الطائفي الهش في لبنان.
وأشار باريت إلى أن حزب الله يمكن أن يبرر التأخير كإجراء للحفاظ على الوحدة وحماية الطائفة الشيعية من الاستغلال الخارجي المتصور. وفي الواقع، فإن التأجيل سيوفر الوقت لإعادة البناء عسكرياً، وإعادة التنظيم سياسياً، وإعادة التفاوض على توازن القوى قبل مواجهة الناخبين.
وشدد على أن “تأخير انتخابات 2026 سيؤدي إلى فوضى كبيرة في لبنان، ويقوض النظام السياسي الهش بالفعل، ويعيد إشعال انعدام الثقة الطائفي. وستشهد العديد من الفصائل اللبنانية، وخاصة الكتل المسيحية والسنية والإصلاحية، أي تأخير بمثابة استيلاء غير دستوري على السلطة من قبل حزب الله لتعزيز سيطرته وتجنب المساءلة”.