قال وزير الخارجية الأمريكي ، أنتوني بلينكين ، لدبلوماسيين خليجيين في السعودية يوم الأربعاء ، إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه شركائها العرب في الخليج ، في وقت تشهد تحالفات إقليمية متغيرة بسرعة.
وتحدث بلينكين خلال اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة الرياض عقب محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال بلينكين في افتتاح الاجتماع الوزاري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي حول الشراكة الاستراتيجية: “إن الولايات المتحدة في هذه المنطقة لتقول إننا ما زلنا مستثمرين بعمق في الشراكة معكم جميعًا”.
وأضاف: “مجلس التعاون الخليجي هو جوهر رؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقرارًا وأمانًا وازدهارًا”.
وجاءت الاجتماعات بعد يوم من وصول بلينكين إلى جدة في مستهل زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي بدأت في إقامة علاقات أوثق مع خصوم واشنطن.
وتوترت العلاقات بين الحلفاء منذ عقود في الآونة الأخيرة ، خاصة بسبب حقوق الإنسان والنفط ، بعد رفض مناشدات الولايات المتحدة للمساعدة في خفض الأسعار المرتفعة العام الماضي.
وهذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى التي يقوم بها بلينكن منذ أن أعادت المملكة العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي يعتبرها الغرب منبوذة بسبب أنشطتها النووية المتنازع عليها وتورطها في صراعات إقليمية.
يوم الثلاثاء ، اليوم الذي وصل فيه بلينكين ، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض بعد إغلاق دام سبع سنوات ، وأشاد نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا بيغديلي بـ “حقبة جديدة” في العلاقات.
وفي اليوم نفسه ، استضاف الأمير محمد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، رئيس قوة نفطية زميلة لها نزاعات طويلة مع واشنطن.
في الشهر الماضي ، في تحول كبير ، حضر الرئيس السوري بشار الأسد قمة جامعة الدول العربية في جدة ، وهي الأولى له منذ تعليق عضوية سوريا في بداية الحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عامًا. انتقدت واشنطن قرار دعوة الأسد.
– “مناقشة مفتوحة وصريحة” –
وحضر اجتماع يوم الأربعاء في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض رئيس الوزراء القطري وعدد من كبار المسؤولين الخليجيين.
وكان على جدول الأعمال القضايا الإقليمية الرئيسية ، بما في ذلك الصراعات في اليمن والسودان وسوريا والأراضي الفلسطينية.
وقال بلينكين لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي “نعمل معا لتحقيق … حل للصراع في اليمن” و “الاستمرار في مواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار” بما في ذلك مصادرة ناقلات النفط في المياه الدولية.
وأضاف “نحن مصممون على إيجاد حل سياسي في سوريا يحافظ على وحدتها وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها”.
واضاف “نتعاون ايضا مع دول المنطقة لتوسيع وتعميق تطبيع العلاقات مع اسرائيل”.
قبل الاجتماع بوقت قصير ، أجرى بلينكيد محادثات مع كبير الدبلوماسيين السعوديين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن البلدين “عقدا العزم على مواصلة العمل معا لمكافحة الإرهاب ، ودعم الجهود لتحقيق سلام دائم في اليمن ، وتعزيز الاستقرار والأمن وخفض التصعيد والتكامل في المنطقة”.
وأضافت في بيان “تعهد الجانبان بمواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان”.
ومنذ إعلان استئناف العلاقات مع إيران في مارس آذار ، أعادت السعودية العلاقات مع سوريا حليفة طهران وصعدت من مساعيها للسلام في اليمن حيث قادت منذ سنوات تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت الدولتان الإقليميتان ذات الثقل الكبير السعودية وإيران على خلاف منذ سنوات ، حيث تدعمان أطرافًا متصارعة في عدد من النزاعات حول المنطقة المضطربة.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن بلينكين أجرى يوم الثلاثاء “نقاشا مفتوحا وصريحا” مع الأمير محمد البالغ من العمر 37 عاما في جدة.
وقال المسؤول إن “الوزير أثار حقوق الإنسان بشكل عام وفيما يتعلق بقضايا محددة”.
وتطرق الاجتماع ، الذي استمر قرابة 100 دقيقة ، إلى موضوعات من بينها دعم السعودية لعمليات الإجلاء الأمريكية من السودان ، وضرورة الحوار السياسي في اليمن وإمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال بلينكن على مواقع التواصل الاجتماعي إن الرجلين ناقشا “أولوياتنا المشتركة ، بما في ذلك مكافحة الإرهاب من خلال تحالف د-داعش ، وتحقيق السلام في اليمن ، وتعميق التعاون الاقتصادي والعلمي”.
