القدس
أصرت إسرائيل يوم الأحد على أنها ستحافظ على سيطرتها الأمنية داخل قطاع غزة على الرغم من توقيعها على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي ينص على نشر قوة أمن دولية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوزراء إن إسرائيل ستقرر بنفسها أين ومتى ستضرب خصومها وأي الدول سيسمح لها بإرسال قوات لمراقبة الهدنة.
وقال نتنياهو: “إسرائيل دولة مستقلة. سندافع عن أنفسنا بوسائلنا الخاصة وسنواصل تحديد مصيرنا”. “نحن لا نسعى للحصول على موافقة أحد على هذا. نحن نسيطر على أمننا”.
في هذه الأثناء، أظهرت لقطات مصورة قافلة مصرية في غزة تحمل رجال إنقاذ وآليات ثقيلة لتسريع عملية البحث عن رفات الرهائن الإسرائيليين المتوفين الذين تقول حماس إنهم فقدوا تحت أنقاض الأراضي الفلسطينية المدمرة.
وقامت شاحنات منخفضة الحمولة ترفع العلم المصري بنقل الجرافات والحفارات الميكانيكية إلى غزة، مصحوبة بشاحنات قلابة تطلق أبواقها وتضيء أضواءها، في طريقها إلى لجنة المساعدات المصرية المتمركزة في الزوايدة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان إن نتنياهو وافق شخصيا على وصول الفريق المصري.
وأضافت: “الآن، هذا فريق فني فقط، ولا يوجد أي من هؤلاء الأفراد في الجيش”.
“يُسمح للفريق بالدخول إلى ما وراء الخط الأصفر للجيش الإسرائيلي إلى أراضي غزة لإجراء البحث عن الرهائن لدينا”.
وبموجب شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية بعد عامين من القتال الوحشي ضد حماس، فمن المفترض أن تقوم قوة دولية، من المتوقع أن يتم تشكيلها من دول عربية أو إسلامية، بتأمين غزة.
لكن إسرائيل تعارض أي دور لمنافستها الإقليمية تركيا، واتخذ نتنياهو، الذي يتعرض لانتقادات من متشددين في ائتلافه الحكومي لمجرد موافقته على وقف إطلاق النار، موقفا صارما يوم الأحد أثناء اجتماع وزراء الحكومة في القدس.
وقال، “لقد أوضحنا فيما يتعلق بالقوات الدولية أن إسرائيل ستحدد القوات غير المقبولة بالنسبة لنا”، بعد يوم واحد من اختتام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو آخر جولة من الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها مسؤولون في واشنطن.
وفي وقت لاحق، عبّر بدروسيان عن الأمر بشكل أكثر وضوحًا: “قال رئيس الوزراء إن الأمر سيتم بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، وستتمتع إسرائيل بالسيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة”.
وأضاف أن “غزة ستكون منزوعة السلاح ولن يكون لحماس أي دور في حكم الشعب الفلسطيني”.
وتشكو وكالات الإغاثة من أن القوافل الإنسانية ما زالت لا تستطيع الوصول إلى غزة بما يكفي للتخفيف من ظروف المجاعة في أجزاء من القطاع، ولا تزال الأسر هناك تعاني من الجوع.
تابع الصحفيون عائلة الجدة هيام مقداد البالغة من العمر 62 عامًا لمدة يوم في حيهم بمدينة غزة، حيث يعيشون في خيمة بجوار منزلهم المدمر، ويقوم أحفادها الحفاة بجمع النفايات المنزلية والأغصان لحرقها لتسخين المياه.
وقال مقداد: “عندما قالوا هناك هدنة يا إلهي، نزلت من عيني دمعة فرح ودمعة حزن”. “لقد ذهب حلم الطفل. في الماضي كانوا يذهبون إلى الحديقة ولكن اليوم يلعب الأطفال على الأنقاض.”
وسحبت إسرائيل قواتها داخل غزة إلى ما يسمى “الخط الأصفر” لكنها لا تزال تسيطر على أكثر من نصف المنطقة، وتوافق على كل قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمر عبر حدودها، وشنت غارتين على الأقل منذ وقف إطلاق النار.
وللتأكيد على استقلالية إسرائيل في التحرك، قال نتنياهو إنها قصفت غزة بـ 150 طنا من الذخائر في 19 أكتوبر/تشرين الأول بعد مقتل اثنين من جنودها، ونفذت ضربة يوم السبت استهدفت أحد نشطاء حركة الجهاد الإسلامي.
وأنشأت الولايات المتحدة وحلفاؤها مركزًا لمراقبة الهدنة في جنوب إسرائيل، وهو مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC)، وأرسلت سلسلة من كبار المسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز وقف إطلاق النار.
وجاءت الضربة الإسرائيلية الأخيرة بينما كان روبيو يغادر القدس، لكن وزير الخارجية الأمريكي قال إنه لا يزال متفائلا بأن وقف إطلاق النار سيصمد على نطاق واسع إذا وافقت حماس على نزع سلاحها وتسليم حكم غزة.
وقال روبيو للصحفيين إن واشنطن لا تتوقع أن يصبح الخط الأصفر هو الحدود الجديدة لغزة وأن إسرائيل ستنسحب في نهاية المطاف.
وقال روبيو للصحفيين على متن طائرته أثناء توجهه إلى قطر: “أعتقد، في نهاية المطاف، أن الهدف من قوة تحقيق الاستقرار هو تحريك هذا الخط حتى يغطي قطاع غزة بأكمله، مما يعني أن غزة بأكملها ستكون منزوعة السلاح”.
واتفقت الفصائل الفلسطينية الرئيسية، بما فيها حماس، على تشكيل لجنة من التكنوقراط لإدارة غزة إلى جانب وقف إطلاق النار وجهود إعادة الإعمار.
لكن حماس قاومت الدعوات لنزع سلاحها فورا وشنت حملة على العصابات الفلسطينية والجماعات المسلحة المنافسة لها في غزة.
حذر موسى أبو مرزوق، مسؤول العلاقات الدولية والقانونية في حركة حماس، السبت، من أن استبعاد حماس من الحفاظ على الاستقرار في قطاع غزة قد يؤدي إلى الفوضى والفراغ الأمني.
وتصر حماس على أنها جادة في إعادة جثث الرهائن الـ13 المتبقين.
ومن بينهم 10 إسرائيليين اختطفوا خلال هجوم الجماعة في 7 أكتوبر 2023 والذي أدى إلى اندلاع الصراع، وإسرائيلي مفقود منذ عام 2014، وعامل تايلاندي وتنزاني.
وقد أعادت حماس بالفعل العشرين رهينة الباقين على قيد الحياة و15 جثة من الرهائن.
لكن حماس تحذر من أنها ستواجه صعوبة في العثور على جثث الآخرين في أنقاض غزة، حيث قُتل أكثر من 68.500 فلسطيني بنيران إسرائيلية، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في المنطقة التي تديرها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ورفض بدروسيان ذلك، وقال للصحفيين: “تعرف حماس مكان وجود رهائننا، ونحن نعلم أنهم على علم بمواقعهم… إذا بذلت حماس المزيد من الجهد، فإنها ستكون قادرة على استعادة رفات الرهائن لدينا”.
