الرباط
قام وفد برلماني إيطالي يضم ممثلين عن عدة أحزاب سياسية بزيارة رسمية إلى مدينة العيون لدعم مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب والاطلاع على المشاريع التنموية التي تقودها المملكة بأقاليمها الجنوبية.
وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم الكبير بالمستوى التنموي المتقدم الذي تشهده المنطقة، خاصة العيون الساقية الحمراء، وبالتقدم الملحوظ في البنيات التحتية والمرافق العمومية الحديثة. وأكدوا دعمهم الكامل لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، معتبرين أنها الإطار الواقعي القادر على تحقيق التسوية النهائية للنزاع وضمان الاستقرار الإقليمي.
كما أعرب أعضاء الوفد عن رغبتهم في تعزيز التعاون البرلماني والمؤسساتي بين المغرب وإيطاليا، وتطوير التعاون وتبادل الخبرات بما يعزز علاقات الصداقة المتينة بين البلدين.
وبمقر المجلس الإقليمي العيون الساقية الحمراء، قدم رئيسه سيدي حمدي ولد الرشيد للوفد الإيطالي عرضا مفصلا حول المشاريع التنموية الهيكلية الكبرى الجارية بالمنطقة في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، أحدث تحولا نوعيا بالمنطقة، من خلال مشاريع واسعة النطاق في مجالات الطرق والموانئ والطاقة المتجددة والصناعة والسياحة والتكوين المهني، إلى جانب تعزيز الخدمات الاجتماعية لفائدة الساكنة المحلية.
وشدد ولد الرشيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي قدمها المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء، تمنح الأقاليم الجنوبية صلاحيات واسعة لإدارة شؤونها المحلية في إطار سيادة المملكة ووحدة أراضيها.
وأضاف أنها تمثل إطارا يضمن الكرامة والعيش الكريم لجميع سكان المنطقة ويسعى إلى حل متوازن وعادل يحفظ مصالح جميع الأطراف “دون رابحين ولا خاسرين”.
من جانبه، أشاد إيتوري روساتو، منسق المجموعة البرلمانية الإيطالية، بالقيادة الحكيمة للملك محمد السادس في تصريحات صحفية، مشيرا إلى أن المغرب يسلك مسارا مهما ضمن مسار الأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء. وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل الحل الواقعي والوحيد لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء.
وأضافت روساتو أن البرلمان الإيطالي يولي أهمية كبيرة لتعزيز الصداقة والتعاون مع المغرب، على الصعيدين الاقتصادي والثقافي، مشيرة إلى أن الزيارة تتيح فرصة للتعرف على إمكانات المنطقة وآفاق التعاون المشترك من أجل المنفعة المتبادلة لكلا البلدين.
وقال المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح إن “زيارة الوفد البرلماني الإيطالي إلى مدينة العيون تكتسب أهمية كبيرة، مرتبطة بالموقع الاستراتيجي لإيطاليا ودورها الاقتصادي كإحدى الدول الأوروبية المؤثرة، التي لا تزال مترددة في موقفها الرسمي تجاه مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، رغم عدم موافقة روما عليها”. الاعتراف بأي كيان انفصالي في المنطقة”.
وأوضح أن “خصوم المملكة حاولوا التدخل في القضايا الاستراتيجية لإيطاليا، مثل إمدادات الغاز والهجرة غير النظامية، من أجل التأثير على موقفها”.
وأكد عبد الفتاح، في تصريحات لـ”العرب ويكلي”، أن “موقف إيطاليا المحايد لا يحول دون الاعتراف العملي والضمني بالسيادة المغربية، خاصة من خلال الشراكات المتعددة الأطراف في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل الفلاحة والصيد البحري والتنسيق الأمني لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب الممتد إلى الأقاليم الجنوبية وسواحلها”.
وأشار إلى أن “الزيارة بمثابة مقدمة موضوعية لمناقشة تطور موقف إيطاليا نحو اعتماد مقاربات أكثر واقعية وعقلانية تتماشى مع الاعتراف بالسيادة المغربية، أسوة بشركاء إيطاليا الأوروبيين مثل إسبانيا وألمانيا”. وأضاف أن “الزيارة تأتي في وقت إعادة تموضع جيوسياسي شامل، حيث أصبحت المبادرة المغربية للحكم الذاتي المرجعية الوحيدة المقبولة دوليا لحل النزاع”.
وقدم الوالي عرضا تفصيليا للعلاقات المغربية الإيطالية، واستعرض مختلف المشاريع التنموية بجهة العيون-بوجدور-الساقية الحمراء. وأكد الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاريع التي تشمل التعليم والصحة والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية، والتي تستهدف كافة شرائح المجتمع من نساء وأطفال وشباب وشيوخ.