القاهرة
اتفقت مصر والولايات المتحدة على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن جهود دعم المبعوث الأممي إلى ليبيا في السعي إلى حل سياسي شامل يحقق التوافق بين كافة الأطراف الليبية.
جاء الاتفاق خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومستشار كبير للرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق أوسطية مسعد بولس. وبحث الجانبان آخر التطورات في ليبيا والسودان، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية نشرته على صفحتها على فيسبوك.
ويأتي هذا التنسيق الثنائي جنبا إلى جنب مع الجهود التي تقودها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برئاسة حنا تيتيه، بهدف حل الأزمة الليبية والتغلب على الانقسامات السياسية والأمنية الحالية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الجانبين ناقشا التطورات الأخيرة في ليبيا، مؤكدين أهمية توحيد المؤسسات الليبية استعدادا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والتنمية.
واتفقوا على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن الجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة، ومتابعة مبادرات المبعوث الأممي حنا تيتيه للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام يحقق التوافق بين كافة الأطراف الليبية.
وفيما يتعلق بالوضع في السودان، أكد الجانبان أهمية تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وحماية موارد البلاد، وتلبية تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.
وفي وقت سابق، التقى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، برئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، لبحث التعاون بين البلدين في الأمور الأمنية والاستخباراتية.
ويقول مراقبون إن مصر، بفضل علاقاتها التاريخية والاستراتيجية، تمتلك القدرة على التأثير في مجرى الأحداث وتوجيهها نحو تحقيق تطلعات الشعب الليبي في إنهاء الانقسام والفوضى.
ولا يزال المشير خليفة حفتر، بصفته قائد الجيش الوطني الليبي، شخصية رئيسية في ليبيا، حيث يسيطر على الشرق وأجزاء من الجنوب. وتشكل زيارة رئيس المخابرات المصرية جزءًا من سلسلة مستمرة من الاجتماعات بين الجانبين، بعد لقاءات سابقة في ديسمبر 2024 ويناير 2025.
في الحادي والعشرين من أغسطس/آب، قدم تيتيه إلى مجلس الأمن خريطة طريق تقوم على ثلاث ركائز رئيسية: أولاً، تنفيذ إطار انتخابي سليم فنياً ومجدٍ سياسياً للانتخابات الرئاسية والتشريعية؛ ثانياً، توحيد المؤسسات من خلال حكومة موحدة جديدة، وثالثاً، إجراء حوار منظم يسمح بمشاركة ليبية واسعة النطاق لمعالجة القضايا الحاسمة، وتهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات، وبناء رؤية مشتركة ومعالجة أسباب الصراع الطويلة الأمد، مع دعم الجهود قصيرة المدى لتوحيد المؤسسات وتعزيز الحكم في القطاعات الرئيسية.