Connect with us

Hi, what are you looking for?

اخر الاخبار

يواجه لبنان، الواقع بين الانتهاكات الإسرائيلية وموقف حزب الله العنيد، تصعيداً لا يمكن التنبؤ به

بيروت

عالقة بين عدم رغبة حزب الله في نزع سلاحه ورغبة إسرائيل في فرض سيطرتها الكاملة على التطورات شمال الحدود، تجد الدولة اللبنانية نفسها في مواجهة تصعيد لا يمكن التنبؤ به يهدد بإثارة مواجهة عسكرية لا تستطيع تحملها.

لشعوره بأنه مضطر للدفاع عن سيادة بلاده، أصدر الرئيس اللبناني جوزيف عون تعليماته للجيش يوم الخميس لمواجهة أي توغل إسرائيلي في جنوب لبنان بعد أن عبرت القوات الإسرائيلية الحدود خلال الليل وقتلت موظفًا بلديًا، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

ووصف محللون قرار عون بأنه قرار رمزي لكنه لا يزال غير مسبوق. لقد ظل الجيش اللبناني تاريخياً على هامش الصراعات الكبرى مع إسرائيل، ولم يواجه الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة.

ويبدو أن التطور الجديد يزيد من توتر وقف إطلاق النار. مع تحليق طائرات حربية إسرائيلية فوق القصر الرئاسي في بيروت، بعد وقت قصير من أول أمر أصدره عون للجيش بالاشتباك مع القوات الإسرائيلية منذ أن أصبح رئيسا في يناير/كانون الثاني.

ودعت جماعة حزب الله اللبنانية إلى دعم الجيش في مواجهة إسرائيل.

وقال الحزب في بيان له: إن حزب الله يدعو إلى تقديم الدعم الكامل للجيش بكل الإمكانات المتاحة لتعزيز قوته الدفاعية وتزويده بالغطاء السياسي اللازم لمواجهة هذا العدو الهمجي.

ويقال إن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط إزاء بطء وتيرة تنفيذ الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، الذي لا يرغب في التخلي عن أسلحته شمال الليطاني.

ويقدر الجيش الأمريكي أن الجيش اللبناني قام منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل بإزالة 10 آلاف صاروخ و400 صاروخ من ترسانة حزب الله، والتي تضمنت ما بين 120 ألف و200 ألف قذيفة قبل الحرب.

تريد واشنطن من الدولة اللبنانية أن تتحرك بقوة أكبر ضد حزب الله بينما تواصل الحكومة الحرص على تجنب المواجهة مع الحزب المدعوم من إيران أو إثارة الاضطرابات بين الشيعة في البلاد.

ولزيادة الضغط على السلطات اللبنانية، فإن واشنطن مستعدة للتسامح مع التوغلات الإسرائيلية بشرط ألا تتحول إلى مواجهة كاملة تقلب رؤيتها لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ولبنان في المستقبل، كما يقول محللو الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من المخاوف اللبنانية من نشوب حرب جديدة، يعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن تشن إسرائيل هجوما كبيرا على لبنان في المستقبل القريب. “في الوقت الحالي، يظل الاهتمام الرئيسي لإسرائيل هو إيران”، بينما “يظل حزب الله مجرد عرض جانبي، وهو العرض الذي قد يفضل الإسرائيليون حله عن طريق شل طهران”، كما كتب مؤخراً مايكل يونج في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.

وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية وعملياتها البرية المحدودة في الأراضي اللبنانية منذ وقف إطلاق النار. وتقول إن أفعالها تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء وجوده العسكري في الجنوب، بينما يتهم لبنان إسرائيل بانتهاك الهدنة.

وقال الجيش اللبناني في بيان إن القوات الإسرائيلية دخلت صباح الأربعاء بلدة بليدا الحدودية وأطلقت النار على مبنى البلدية، مما أسفر عن مقتل عامل أعزل هناك، ووصف ذلك بأنه “عمل إجرامي” وانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان للرئاسة أن عون طلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل “تصدي الجيش اللبناني لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين”.

وأدان رئيس الوزراء نواف سلام التوغل ووصفه بأنه “اعتداء سافر على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال عملية “لتفكيك البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في منطقة البليدة بجنوب لبنان، حددت القوات مشتبها به داخل الهيكل”.

وأضافت أنه “تم تحديد تهديد فوري للقوات، وأطلقوا النار لإزالته”، لافتة إلى أن “الحادث قيد المراجعة”.

واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدام المبنى “لأنشطة إرهابية تحت ستار البنية التحتية المدنية”.

وقال مسؤول أمني لبناني إنه بعد الانتشار في الموقع في الساعة الرابعة صباحا، لم يعثر الجيش اللبناني على أي بنية تحتية عسكرية في المبنى ورأى آثارا تشير إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة من خارج المبنى.

وأدان عون الهجوم باعتباره جزءا من نمط العدوان الإسرائيلي، وقال إنه تم إطلاقه بعد وقت قصير من اجتماع اللجنة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار التي ترأسها الولايات المتحدة.

وتتولى اللجنة المكونة من خمسة أعضاء، والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا، مسؤولية الإشراف على تنفيذ الهدنة.

وحث الرئيس اللبناني اللجنة على تجاوز تسجيل الانتهاكات والضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانية.

وقال المبعوث الأمريكي مورغان أورتاغوس، خلال اجتماع مراقبي وقف إطلاق النار في مدينة الناقورة الحدودية اللبنانية، الأربعاء، إن واشنطن ترحب بـ”قرار وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة بحلول نهاية العام”.

وأضافت أن الجيش اللبناني “يجب عليه الآن تنفيذ خطته بالكامل”.

ودعا عون، خلال لقاء الثلاثاء مع أورتاغوس، إلى وقف الضربات الإسرائيلية. وفي محاولة لتلبية مطالب الطائفة الشيعية وقيادتها السياسية، أكد أيضا “ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وإصلاح المتضررة منها، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء”.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

اخر الاخبار

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، ومقرها رام الله، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت، اليوم الجمعة، شابا شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت وزارة الصحة في بيان...

اخر الاخبار

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون يوم الجمعة لوفد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن بلاده لا تريد الحرب مع إسرائيل، بعد أيام من...

اخر الاخبار

بيروت، لبنان على الرغم من الجهود المبذولة للتحرك “الإيجابي” من قبل الجانبين بعد أول محادثات مباشرة منذ عقود بين لبنان وإسرائيل، إلا أن الشكوك...

اخر الاخبار

تم اكتشاف كنز مكون من 225 تمثالًا جنائزيًا داخل مقبرة في العاصمة المصرية القديمة تانيس في دلتا النيل، وهو اكتشاف نادر يحل أيضًا لغزًا...

اخر الاخبار

في يونيو 1939، عشية الحرب العالمية الثانية، كتب ألبير كامو، وهو مثقف يساري شاب ناشئ ولد لعائلة من المستوطنين الفقراء في الجزائر، ما يلي:...

اخر الاخبار

بيروت (5 ديسمبر كانون الأول) (رويترز) – انتقد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اليوم الجمعة قرار الحكومة اللبنانية إرسال مندوب مدني إلى لجنة...

اخر الاخبار

بغداد / واشنطن اجتاحت طائرات إيرانية بدون طيار الأجواء الجبلية في منطقة كردستان شمال العراق في منتصف يوليو/تموز، وركزت على أهدافها: حقول النفط التي...

اخر الاخبار

5 ديسمبر (رويترز) – اندلع القتال في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية يوم الجمعة بعد يوم من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعيمي الكونجو ورواندا...