القاهرة
قال مصدر مطلع يوم الأربعاء إن شركة الديار القطرية، الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادي في الدوحة، ستستثمر 29.7 مليار دولار في مشروع تطوير فاخر يشمل ملاعب جولف ومراسي لليخوت على ساحل البحر المتوسط في مصر.
ويهدف المشروع إلى تحويل منطقة علم الروم، وهي شريط ساحلي غير مطور يبلغ طوله سبعة كيلومترات على بعد 480 كم شمال غرب القاهرة، إلى وجهة سياحية على مدار العام تجذب السياح وستحتوي أيضًا على أحياء فاخرة ومدارس وجامعات ومرافق حكومية.
وتسعى مصر منذ سنوات لتأمين الاستثمارات الأجنبية، خاصة من دول الخليج الغنية، في إطار سعيها لمعالجة الديون الخارجية الثقيلة والعجز الكبير في الميزانية.
سيكون هذا التطوير أكبر استثمار قطري في البلاد منذ استعادة العلاقات الدبلوماسية في أعقاب الخلاف الاقتصادي 2017-2021 عندما قطعت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب والتحالف بشكل وثيق مع إيران، وهي اتهامات نفتها الدوحة.
وقال المصدر إن الاتفاق مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر يتضمن سداد 3.5 مليار دولار مقابل الأرض واستثمار عيني بقيمة 26.2 مليار دولار لبناء المشروع الذي سيقام على مساحة 1985 هكتارا.
وقالت الحكومة المصرية في دعوة للصحفيين، إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي سيشهد، الخميس، التوقيع على اتفاقية شراكة مصرية قطرية لتطوير منطقة “سيميلا وعلم الروم” بمحافظة مطروح. ويمكن أن تساعد الصفقة، وهي جزء من تعهد استثماري أوسع بقيمة 7.5 مليار دولار قدمته الدوحة هذا العام، في إطلاق نحو 2.5 مليار دولار من المدفوعات بموجب حزمة دعم مالي بقيمة 8 مليارات دولار وقعتها مصر مع صندوق النقد الدولي في مارس 2024.
وقال مصدران ماليان إن عدم وجود استثمارات قطرية وعدت مصر صندوق النقد الدولي بأنها ستحققها بحلول يونيو حزيران كان السبب الرئيسي وراء تعليق صندوق النقد الدولي المدفوعات في إطار المراجعة نصف السنوية.
وتحولت السندات السيادية المصرية، التي تم تداولها على انخفاض في وقت سابق من اليوم، إلى مكاسب تصل إلى 0.72 سنتا، مع عرض استحقاق 2059 عند 86.92 سنتا للدولار. وقال المصدر إنه من المتوقع أن يحقق المشروع إيرادات سنوية لا تقل عن 1.8 مليار دولار، سيتم تخصيص 15% منها لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد استرداد الشركة إجمالي تكاليفها الاستثمارية.
ويُنظر إلى الاستثمار القطري على أنه نظير استراتيجي لمشروع تطوير رأس الحكمة في الإمارات العربية المتحدة وجزء من حملة مصر الأوسع لجذب رؤوس الأموال الخليجية إلى ساحلها الشمالي ووضع المنطقة كمركز سياحي واستثماري على البحر الأبيض المتوسط. ويدرس صندوق الاستثمارات العامة السعودي أيضًا شراء أرض في رأس جميلة بالقرب من شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال وزير السياحة السعودي الأسبوع الماضي إن المملكة لم تتخذ قرارا بعد بشأن مثل هذا الاستثمار وإنها تعطي الأولوية لتطوير مشروعات سياحية جديدة في الداخل.
وتشمل الممتلكات الحالية لشركة الديار القطرية في مصر فندق وشقق سانت ريجيس القاهرة وسيتي جيت ونيوجيزا، وهما مشروعان سكنيان مخطط لهما على مشارف القاهرة.