الرياض
تقع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في قلب المملكة العربية السعودية، وهي بمثابة حارس لواحد من أبرز الموروثات الثقافية والروحية في العالم. تقدم مجموعاتها الأرشيفية لمحة لا مثيل لها عن تاريخ الركن الخامس للإسلام: الحج.
ومن بين كنوز المكتبة المخطوطات النادرة والكتب والعملات المعدنية والمنمنمات والصور الفوتوغرافية المفهرسة بدقة في قاعدة بيانات رقمية واسعة النطاق. لا تؤرخ هذه المقتنيات رحلة ملايين الحجاج إلى مكة والمدينة فحسب، بل تؤرخ أيضًا الرعاية الدائمة التي قدمتها المملكة للحرمين الشريفين عبر التاريخ.
ويقول المسؤولون إن «المكتبة تحافظ على جوهر تجربة الحج»، مسلطين الضوء على دورها في توثيق الأماكن المقدسة، من الكعبة في مكة إلى سهول منى وسهل عرفات. ومن خلال هذه الأرشيفات، يتم التقاط نبض القلب الروحي والثقافي للإسلام، مما يعكس عالمية الحج الذي يوحد المسلمين من جميع أنحاء العالم.
وتتتبع آلاف الوثائق التاريخية التزام المملكة بخدمة حجاج بيت الله الحرام، منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. يحكي كل قطعة قصة من الإخلاص والرعاية والحضارة، مما يوضح كيف حافظت المملكة العربية السعودية على التقاليد الدينية والتراث الثقافي لأجيال عديدة.
بالإضافة إلى وظيفتها الأرشيفية، تساهم مكتبة الملك عبد العزيز العامة في فهم أوسع للتاريخ الروحي والحضاري للمنطقة العربية. يكتسب العلماء والمؤرخون والزوار على حد سواء نظرة ثاقبة لقرون من التفاني والتعبير الفني والمساعي العلمية، مما يعزز مكانة المكتبة كجسر حيوي بين الماضي والحاضر.
وفي عصر التغير السريع، تظل المكتبة شاهدًا على تفاني المملكة الدائم للإسلام والإنسانية، وهي ملاذ يتلاقى فيه التاريخ والثقافة والإيمان، وتوفر نافذة على نسيج الحضارة العربية الغني.