الرياض
قال مسؤول سعودي كبير يوم الخميس إن السعودية تخطط لتعزيز العلاقات التجارية مع لبنان قريبا بعد أن أظهرت السلطات اللبنانية “فعالية” في الحد من تهريب المخدرات إلى المملكة خلال الأشهر الماضية.
وتوترت العلاقات بين الرياض وبيروت لسنوات بسبب نفوذ حزب الله المدعوم من إيران في الشؤون السياسية والأمنية اللبنانية، لكن المملكة ترى فرصة بعد أن أضعفت الجماعة بشدة بسبب الحرب مع إسرائيل العام الماضي.
وسيكون تخفيف القيود على الواردات، التي حظرتها السعودية لسنوات، أول علامة ملموسة على التحسن، على الرغم من أن الرياض لا تزال ترغب في رؤية الحكومة المركزية الضعيفة في لبنان تنزع سلاح حزب الله، وهو مطلب يرفضه حزب الله حتى الآن.
وقال المسؤول السعودي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “سنتخذ خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين”.
وأضاف: “لقد أثبتت الحكومة اللبنانية والقوات الأمنية فعاليتها في الحد من صادرات المخدرات خلال الأشهر الأخيرة”.
وقال المصدر إن وفدا من المملكة سيزور لبنان قريبا لإجراء محادثات “لحل المعوقات التي تعيق الصادرات اللبنانية إلى المملكة”، دون تقديم تفاصيل عن الإجراءات المحددة التي قد يتم اتخاذها أو القطاعات التي قد تتأثر.
وقال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام في منشور على موقع X: “نعرب عن عميق امتناننا للمملكة العربية السعودية وقيادتها… على مبادرتها الطيبة اليوم بإعلان استعدادها لاتخاذ خطوات فورية لتعزيز العلاقات التجارية بين بلدينا وإزالة العوائق أمام الصادرات اللبنانية”.
وفي عام 2021، حظرت السعودية جميع الواردات من لبنان، مشيرة إلى تهريب عقار الكبتاغون الشبيه بالميثامفيتامين، والذي يتم إنتاجه في لبنان وسوريا.
ويفرض ذلك مزيدا من الضغوط على اقتصاد لبنان المنهار، والذي سحقته بالفعل الأزمة المالية عام 2019، مع تقطعت السبل بالصادرات الزراعية على وجه الخصوص من أسواق الخليج العربية التقليدية.
ولطالما قالت الدول الغربية والعربية إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله يقفان وراء الإنتاج والاتجار غير المشروعين للمخدرات، في حين تم العثور على مصانع ضخمة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا والمنطقة الحدودية حيث كان لحزب الله وجود قوي بعد الإطاحة بالأسد.
ونفى حزب الله تورطه. انهارت حكومة الأسد تحت هجوم المتمردين في ديسمبر 2024.
وقال المسؤول السعودي الكبير إن الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، الذي حظي وصوله إلى السلطة بدعم من الرياض، طلبا من المملكة مراجعة سياستها. وقال المسؤول إن الحكومة السعودية تقدر المبادرات التي اتخذها الزعيمان في الأشهر الماضية.
وفي سبتمبر/أيلول، وافق لبنان على خطة تاريخية لنزع سلاح حزب الله، بدءاً من جنوب نهر الليطاني.
لكن التنفيذ كان بطيئا، ويرجع ذلك جزئيا إلى التحديات اللوجستية وبالنظر إلى المخاوف من أن التحرك بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى صراع أهلي في بلد له تاريخ طويل من العنف الطائفي.
وضغطت الولايات المتحدة على الحكومة اللبنانية للمضي قدما في الخطة بسرعة، وقالت إسرائيل إن حزب الله يحاول إعادة تسليحه. وواصلت إسرائيل شن ضربات شبه يومية على ما تقول إنها أهداف لحزب الله، مما جعل العديد من اللبنانيين يشعرون بالعجز ويعيشون في خوف من الهجوم التالي.
وقال المسؤول السعودي الكبير: “إن جهود الإدارة اللبنانية الجديدة لمنع استخدام لبنان كمنصة لتهديد أمن الدول العربية ستؤدي إلى تقدم في العلاقات الثنائية”.