بيروت، لبنان
قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إن الجيش الإسرائيلي قام ببناء جدران في جنوب لبنان بالقرب من الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة، وهو الحدود الفعلية، بينما نفت إسرائيل هذه الاتهامات.
ووصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي تعمل مع الجيش اللبناني لتعزيز الهدنة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي تم التوصل إليها في نوفمبر الماضي، هذه التحركات بأنها انتهاك للسيادة اللبنانية.
وقالت اليونيفيل في بيان إنها قامت في تشرين الأول/أكتوبر بمسح “جدار T خرساني أقامه الجيش الإسرائيلي جنوب غرب يارون. وأكد المسح أن الجدار تجاوز الخط الأزرق، مما يجعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير قابلة للوصول للشعب اللبناني.
وأضاف: “في تشرين الثاني/نوفمبر، لاحظت قوات حفظ السلام بناء المزيد من الجدار على شكل حرف T في المنطقة. وأكدت دراسة استقصائية أن قسما من الجدار جنوب شرق يارون عبر أيضا الخط الأزرق”.
وعندما سئل الجيش الإسرائيلي عن هذا الاتهام، قال: “الجدار جزء من خطة (عسكرية إسرائيلية) أوسع بدأ بناؤها في عام 2022. منذ بداية الحرب، وكجزء من الدروس المستفادة منها، كان (الجيش الإسرائيلي) يتقدم بسلسلة من الإجراءات، بما في ذلك تعزيز الحاجز المادي على طول الحدود الشمالية.
وأضافت: “يجب التأكيد على أن الجدار لا يعبر الخط الأزرق”.
وبموجب وقف إطلاق النار، كان من المقرر أن تسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان، لكنها أبقت عليها في خمس مناطق تعتبرها استراتيجية وواصلت ضرباتها المنتظمة على لبنان، قائلة بشكل أساسي إنها تستهدف مواقع حزب الله وعناصره.
وقالت اليونيفيل إن “الوجود والبناء الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية يشكلان انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه”، في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة الذي أنهى صراع عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
كما شكل القرار أساس الهدنة التي تم التوصل إليها في نوفمبر الماضي والتي سعت إلى إنهاء أكثر من عام من الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله بما في ذلك شهرين من الحرب الشاملة.
وقالت اليونيفيل إنها أبلغت الجيش الإسرائيلي بنتائج أكتوبر/تشرين الأول وطلبت منه إزالة الجدران، وأضافت أن القوة ستبلغ الجيش الإسرائيلي رسميا بنتائج المسح الذي أجراه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وجاء في بيان اليونيفيل: “ندعو مرة أخرى الجيش الإسرائيلي إلى احترام الخط الأزرق بكامل طوله والانسحاب من جميع المناطق الواقعة شماله”.