أنقرة (رويترز) – قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي.آر.تي خبر) يوم الجمعة إن النواب الأتراك الذين يشرفون على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني المحظور سيزورون زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان في سجنه بالجزيرة.
وتأتي هذه الخطوة، التي لم يعرف توقيتها بعد، بعد دعوة مفاجئة لمثل هذه الزيارة من دولت بهجلي، حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، القومي المتطرف. من جانبه، أشار أردوغان إلى أنه قد يكون منفتحاً على أن يخاطب أوجلان المشرعين.
وفي إنجاز كبير في شهر مايو الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني – الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية – أنه سينزع سلاحه ويحل نفسه بعد دعوة من أوجلان لإنهاء كفاحه المسلح.
وفي يوليو/تموز، أحرق حزب العمال الكردستاني أسلحة رمزية، وأعلن الشهر الماضي أنه سيسحب مقاتليه من تركيا كجزء من عملية نزع السلاح. ودعت أنقرة إلى اتخاذ خطوات للسماح لأعضائها بالمشاركة في “السياسة الديمقراطية”.
ومع ذلك، على الرغم من تقرير رويترز بأن تركيا تعد قانونًا للسماح لآلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني والمدنيين بالعودة إلى ديارهم من مخابئهم في شمال العراق في إطار المفاوضات، فإن شروط المصالحة كانت حساسة.
وتشعر أنقرة بالقلق من تقديم عفو واسع النطاق عما تعتبره جرائم سابقة لمنظمة إرهابية.
وقالت قناة تي آر تي خبر إنه خلال اجتماع اللجنة البرلمانية المشرفة على عملية نزع السلاح يوم الجمعة، صوت أغلبية المشرعين لصالح القيام بالزيارة لأوجلان. ولم يذكر متى سيتم ذلك.
ويحتجز أوجلان في عزلة شبه تامة في سجن جزيرة إمرالي منذ اعتقاله في عام 1999، مع تواصل نادر مع العالم الخارجي.
لكن المشرعين من حزب الديمقراطيين الديمقراطيين المؤيد للأكراد والذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تسهيل عملية نزع السلاح كانوا يزورونه هناك بانتظام.
لقد أدى التمرد الذي يشنه حزب العمال الكردستاني منذ أربعة عقود من الزمن ـ والذي كان يهدف في الأصل إلى إنشاء دولة مستقلة في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية ـ إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص، وفرض عبئاً اقتصادياً ثقيلاً وتسبب في انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة.
(تقرير حسين هياتسيفير؛ كتابة توفان جومروكو؛ تحرير مارك هاينريش)