بورتسودان، السودان
قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، إن مقترح الهدنة الأخير الذي أرسله المبعوث الأمريكي مسعد بولس نيابة عن مجموعة وسطاء هو “الأسوأ على الإطلاق” وغير مقبول لحكومته.
وفي خطاب بالفيديو نشره مكتبه، قال إن الرباعية، التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، “منحازة” ووصف بولس بأنه “عقبة أمام السلام”.
منذ اندلاع الحرب بين قوات البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو في أبريل 2023، فشلت جهود الوساطة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيث يتنافس الجانبان على تحقيق نصر عسكري حاسم.
وقال البرهان، الأحد، إن الاقتراح الذي تم تلقيه هذا الشهر “يقضي على القوات المسلحة ويحل الأجهزة الأمنية ويبقي الميليشيات في مكانها”.
ودعت الرباعية إلى عملية سياسية يقودها مدنيون وأدانت دور المتشددين الإسلاميين كحلفاء للجيش.
وقالت قوات الدعم السريع في ذلك الوقت إنها وافقت على الهدنة.
وقال قائد الجيش: “إذا كان هذا هو ما تتجه إليه الوساطة فإننا نعتبرها منحازة، خاصة مسعد بولس الذي يهددنا ويتحدث وكأنه يريد أن يفرض علينا أشياء. ونخشى أن يكون عائقا أمام السلام الذي نريده نحن السودانيون جميعا”.
واتهم بولس، الذي أدان النفوذ الإسلامي المتطرف داخل الجيش السوداني، بتكرار نقاط الحديث الإماراتية.
ويأتي استهداف البرهان لبولس بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سينهي الحرب، بعد أن حثه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المشاركة.
وشكر الحاكم الفعلي للسودان الزعيمين يوم الأحد، ورحب بالمبادرة ووصفها بأنها “صادقة”.
لكنه خاطب الوسطاء قائلا: “إذا كنتم تريدون حلا، تعالوا بنهج إيجابي، تعالوا بنهج سليم”.
وأكد مجددا أن “هذه حرب من أجل البقاء”، مشددا على أن اتفاق السلام المقبول الوحيد سيتضمن انسحابا كاملا لقوات الدعم السريع، التي ستقتصر على مناطق محددة.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليونا وتسببت في أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم.
وتفادت الأطراف المتحاربة محاولات التفاوض، حيث يعتقد الطرفان أنهما قادران على كسب الحرب في ساحة المعركة، وفقًا للمحللين.
ويواجه الجيش حاليا موقفا دفاعيا بعد خسارته آخر معقل رئيسي له في منطقة دارفور الشهر الماضي أمام قوات الدعم السريع. وتسيطر حاليا على شمال البلاد وشرقها ووسطها بما في ذلك العاصمة الخرطوم، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على الغرب ومع حلفائها على أجزاء من جنوب كردفان.