نيويورك
أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، عن استعداد بلاده للمساهمة في “إحياء” عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال محمد السادس، في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إنه مستعد لأن تنخرط المملكة في الجهود الدولية لتوفير الظروف المناسبة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن ذلك “يأتي انطلاقا من إيمانها الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها، والتزامها بتحقيق السلام العادل وحرصها على الاستفادة من الزخم الإيجابي الذي أحدثه اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأشاد العاهل المغربي بالجهود الدبلوماسية المكثفة والدؤوبة التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين في غزة، آملا أن “يتم الالتزام بجميع بنوده ومراحله المختلفة”.
وقال إن وقف إطلاق النار نأمل أن “يضع حدا لعمليات القتل، ويخفف معاناة إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين، ويسمح بالتدفق السلس والكافي للمساعدات الإنسانية”.
وأضاف أنه سيمكن أيضا من إطلاق “عملية إعادة الإعمار المطلوبة بشكل عاجل… مما يمهد الطريق لحل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
وأشاد الملك عبد الله بالجهود الشخصية التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء الدوليون من أجل إنهاء الأعمال العدائية ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال: “إننا نقف في لحظة محورية، مع وجود آفاق مليئة بالأمل للشعب الفلسطيني في رحلته الطويلة نحو الحرية والاستقلال”.
وبحسب الملك، فإن “أي جهد دولي لتحقيق السلام العادل والدائم يجب أن يرتكز على مبادئ أساسية: ضمان وحدة قطاع غزة والضفة الغربية سياسياً وإدارياً، تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية”.
وأضاف أنه في نهاية المطاف، يجب أن تشكل الأراضي “جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المنشودة، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقامت المملكة في مناسبات عديدة، منذ أكتوبر 2023، بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.
وشملت أحدث هذه المساعدات إنشاء جسر جوي على مرحلتين لنقل ما يقرب من 300 طن من المساعدات.
وقال ملك المغرب، الذي يرأس لجنة القدس بمنظمة التعاون الإسلامي، إنه سيواصل بذل الجهود الحثيثة للحفاظ على طابع القدس الثقافي والحفاظ على وضعها القانوني والدفاع عن حرمة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وقال إن قضية فلسطين لا يمكن تحقيقها دون معالجة قضية القدس بطريقة جدية ومسؤولة.
كما حذر محمد السادس من أن “الاستفزازات الإسرائيلية الأحادية الجانب في القدس والانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد الأقصى” تهدد بإغراق المنطقة في “دوامة الصراع الديني”.
كما أعرب عن أسفه لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، الذي يخلق “وضعا مأساويا بقدر ما هو خطير”.
وشدد الملك على أهمية الزخم الدولي لصالح حل الدولتين الذي “أصبح ضرورة ملحة تمليها الواقعية السياسية” وكذلك “الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية”.
استضاف المغرب، بالاشتراك مع هولندا، الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين في مايو 2025.