بغداد
نددت سلطات كردستان العراق بالهجوم الذي وقع ليلاً بطائرة بدون طيار، ووصفته بأنه عمل “إرهابي”، أدى إلى تعليق العمليات في حقل غاز خور مور، أحد حقول الغاز الرئيسية في كردستان العراق والعراق، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل حاد في جميع أنحاء إقليم كردستان الشمالي.
وأدان رئيس الوزراء مسرور بارزاني الهجوم ووصفه بأنه “هجوم جبان”، مؤكدا أنه “لا يمكن السماح للإرهابيين المعتادين أو من يقف وراء هجمات الليلة بتكرار هذه الجرائم أو إطلاق سراحهم بكفالة، كما كان الحال في الماضي”.
كما دعا بارزاني الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى تزويد كردستان العراق بالأنظمة الدفاعية اللازمة لحماية المنشآت الحيوية في إقليم كردستان.
وقال محللون إقليميون إن التأثير الهائل للهجوم بطائرة بدون طيار سلط الضوء على مدى ضعف هذه البنية التحتية.
وبحسب موقع كردستان 24 الإخباري، وصفت قيادة العمليات المشتركة العراقية، الخميس، الغارة بطائرة بدون طيار التي ضربت حقل غاز خور مور في محافظة السليمانية، بأنها “عمل إرهابي خطير” و”محاولة لعرقلة الجهود الرامية إلى تعزيز أمن العراق واستقراره الاقتصادي”.
ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم، لكن بعض المسؤولين الأكراد ألقوا باللوم في الماضي على الميليشيات الموالية لإيران في هجمات مماثلة في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة وعرقلة إنتاج النفط والغاز.
وأشارت التقارير السابقة إلى استخدام طائرات بدون طيار إيرانية من طراز شاهد-101 في الهجمات.
ويقال إن حكومة إقليم كردستان تشعر بالقلق إزاء استمرار الهجمات. وهذا هو الهجوم الثاني بطائرة بدون طيار الذي يستهدف حقل الغاز خلال أيام، حيث فتحت قوات الأمن الكردية العراقية النار على طائرة بدون طيار لمنعها من الوصول إلى الحقل في وقت متأخر من يوم الأحد. واستهدفت هجمات أخرى بطائرات بدون طيار وصواريخ منشآت النفط والغاز في المنطقة بشكل متكرر خلال السنوات الأربع الماضية.
وقالت وزارتا الموارد الطبيعية والكهرباء في بيان مشترك إن جميع إمدادات الغاز إلى محطات الكهرباء في إقليم كردستان توقفت بعد الهجوم.
وقال مسؤولون محليون إن انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع أثر على أجزاء كبيرة من المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان أوميد أحمد، إن الهجوم سيتسبب في انخفاض إمدادات الكهرباء إلى إقليم كردستان بنسبة 80 بالمئة.
ومن المتوقع خفض توليد الطاقة بمقدار 3000 ميغاوات في كردستان بعد الهجوم.
وقالت مصادر أمنية إن الغارة، التي أصابت صهاريج التخزين الميدانية، أدت إلى نشوب حريق وإصابة بعض العمال، لكن لم تقع وفيات.
ولا تزال فرق الإطفاء تعمل على احتواء الحريق، وقال مهندس ميداني إن إصلاح الأضرار التي لحقت بمستودع تخزين الغاز السائل الرئيسي سيستغرق يومين إلى ثلاثة أيام.
وقال عامل لرويترز من الملجأ الميداني الذي اختبأ فيه الموظفون وسط مخاوف من وقوع المزيد من الهجمات: “ضربت طائرة بدون طيار منشأة رئيسية لتخزين الغاز في الحقل، مما تسبب في أضرار جسيمة، ولا تزال النار مشتعلة”.
وأظهر مقطعا فيديو نشرتهما قناة روداو الكردية على قناة X دخانًا يتصاعد من الموقع وانقطاعًا جزئيًا للتيار الكهربائي في مدينة أربيل بعد هجوم الطائرة بدون طيار. وقالوا في البيان المشترك إن فرقا من الوزارتين وشركة الطاقة الإماراتية دانة غاز، إحدى مشغلي الحقل، موجودة في الموقع للتحقيق في الحادث.
ويمتلك ائتلاف بيرل، الذي يضم دانة غاز وشركتها التابعة نفط الهلال، حقوق تطوير حقل خور مور.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقي، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن نشر المعلومات الأمنية، إن الحقل تعرض لهجوم “إرهابي غادر” أدى إلى إشعال النار في صهريج تخزين رئيسي دون وقوع إصابات.
وقالت إن الإضراب سيؤدي إلى تفاقم انقطاع الكهرباء في أربيل والسليمانية وأن السلطات ستلاحق المسؤولين عن ذلك.