القاهرة
قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية، اليوم الاثنين، إنها سيطرت بالكامل على بابنوسة، وهو تقاطع نقل في جنوب البلاد المنتج للنفط، رغم أن منافسها، الجيش السوداني، شكك في هذا الادعاء.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان يوم الاثنين، إن “تحرير” بابنوسة بولاية غرب كردفان، أحدث خطوط المواجهة في الحرب بالسودان، جاء في الوقت الذي صدت فيه “هجوما مفاجئا” للجيش السوداني فيما وصفته بـ”انتهاك واضح للهدنة الإنسانية”.
ونفى الجيش، الثلاثاء، سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة بأكملها، واتهم منافسيه بمواصلة الهجمات على بابنوسة رغم إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وقال الجيش في بيان إن مقاتلي قوات الدعم السريع يشنون هجمات يومية بالمدفعية وطائرات بدون طيار على البلدة وإن القوات صدت هجوما جديدا يوم الاثنين.
ورفض الجيش، الذي رفض الدعوة إلى الهدنة، إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنته قوات الدعم السريع باعتباره تكتيكا سياسيا يستهدف تحركات القوات شبه العسكرية.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيتدخل لوقف الصراع الذي اندلع نتيجة صراع على السلطة في أبريل/نيسان 2023.
واقترحت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية، المعروفة باسم الرباعية، في وقت سابق من نوفمبر خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام.
ويعتمد هجوم قوات الدعم السريع على بابنوسة على الزخم الذي اكتسبته الجماعة بعد سيطرتها على الفاشر، آخر معقل للجيش في دارفور، في أكتوبر/تشرين الأول.
قُتل ما لا يقل عن 40 شخصاً في جنوب السودان، في هجوم ألقت القوات شبه العسكرية وجماعة حقوقية مسؤوليته على الجيش.
اتهمت قوات الدعم السريع وحليفتها في منطقة جنوب كردفان، الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، الجيش بضرب قرية كومو، السبت.
وقالت جماعة “محامي الطوارئ”، وهي جماعة حقوقية توثق الفظائع التي ارتكبها طرفا الحرب المستمرة منذ 31 شهرا في السودان، إن “غارة جوية للجيش” استهدفت مدرسة التمريض في القرية، “مما أسفر عن مقتل العشرات من الطلاب”.
وقال كافي كالو، وهو يتحدث من قرية هيبان المجاورة، مستخدماً اتصالاً بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية للتحايل على انقطاع الاتصالات: “سمعنا أن طائرة قصفت كومو فهرعنا إليها لأن أبناء عمومتي موجودون هناك”.
“رأيت مدرسة التمريض تحترق، وكان الناس يحاولون إخمادها ودفن الجميع. استغرق الأمر وقتاً طويلاً، وتم دفن 40 شخصاً”.
وقال تيه عيسى، وهو أحد سكان هيبان: “ذهبنا للمساعدة في الحفر. كان هناك الكثير من الموت، وحفرنا أكثر من 40 قبراً”.
وقال مصدر عسكري سوداني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجيش “لا يقصف المدنيين أو يستهدف البنية التحتية المدنية”.
منذ بدء الحرب في أبريل/نيسان 2023، اتُهم الجيش بالقيام بالأمرين معًا، حيث أدت الضربات المنسوبة إليه إلى مقتل العشرات في وقت واحد في المناطق التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.
وأدى الصراع حتى الآن إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليونًا وتسبب في أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم.
كما أنها مزقت البلاد، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة غرب دارفور بأكملها، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال.
وشهدت منطقة جنوب كردفان، التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا تقريبًا، قتالاً عنيفًا حيث يسعى الجيش لإبعاد قوات الدعم السريع عن الطريق السريع الحيوي الذي يربط العاصمة الخرطوم بدارفور، حيث فقد الجيش آخر معقل له في أكتوبر.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فقد نزح ما يقرب من 5,000 شخص في نوفمبر/تشرين الثاني من قرى صغيرة في ولاية جنوب كردفان بسبب “تفاقم انعدام الأمن”.
وتسيطر القوات المناهضة للحكومة الآن على ثلث مساحة البلاد الواقعة بين دارفور وكردفان، فضلاً عن إمكانية الوصول إلى الحدود مع جميع جيران السودان باستثناء مصر.
وتتمتع الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال بموطئ قدم تاريخي في جبال النوبة في كردفان، وتسيطر على مناطق على الحدود مع إثيوبيا إلى الشرق.
وتقع قاعدتها الرئيسية في كاودا، التي تضم مطارًا، على بعد 130 كيلومترًا فقط من حدود جنوب السودان.
وخلال معظم فترات الحرب، حاصر المقاتلون شبه العسكريون حاميات الجيش في المدن الرئيسية في كردفان، بما في ذلك بابنوسة بولاية غرب كردفان، والتي اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمتها يوم الاثنين.
