عدن
قال مصدر حكومي لرويترز يوم الجمعة إن وفدا عسكريا سعوديا إماراتيا مشتركا وصل إلى عدن لبحث الإجراءات الرامية إلى نزع فتيل التوتر في جنوب اليمن، بعد أيام من إعلان الجماعة الانفصالية الجنوبية الرئيسية في البلاد سيطرتها الواسعة على الجنوب.
ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في وقت لاحق اليوم الجمعة نقلاً عن قيادة الأركان العامة أن 32 عسكرياً على الأقل قتلوا وأصيب 45 آخرون في هجمات شنتها مجموعات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت.
واجتاح المجلس الانتقالي الجنوبي الأسبوع الماضي مساحات واسعة من اليمن في عملية شبه دموية يقول إنها تهدف إلى طرد الإسلاميين ووقف التهريب لصالح الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي إن السيطرة شملت محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين، وأن الجماعة الانفصالية موجودة في جميع المحافظات الشرقية بجنوب اليمن، بما في ذلك عدن، قاعدة الحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا.
وقال مصدر في مكتب الرئاسة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن المباحثات التي سيجريها الوفد في عدن ستتناول سبل تصحيح الإجراءات الأحادية الأخيرة بما في ذلك انسحاب أي قوات تم استقدامها من خارج المحافظات الشرقية.
واشتبك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي كان مدعوما في الماضي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب الأهلية التي استمرت عشر سنوات في اليمن، مع مجموعات أخرى انتقلت إلى عدن بعد أن استولت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على العاصمة صنعاء في عام 2014.
قال قائدهم إن ضربة بطائرة بدون طيار قتلت ثلاثة مقاتلين انفصاليين يمنيين يوم الجمعة، ملقيا باللوم على القوى الإسلامية المنافسة التي طردوها من مناطق واسعة.
ومع استيلائهم على معظم حضرموت، أكبر محافظة في البلاد، دفعوا القوات الإسلامية إلى مأرب المجاورة.
وقال العميد وجدي باعوم، الذي يرأس قوة محلية داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، إن “الهجوم الغادر استهدف نقطة تفتيش أمنية في معسكر عرين. لقد كانت غارة انتحارية بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود”.
وأضاف أن “الهجوم نفذته عناصر من جماعة الإخوان المسلمين”، في إشارة إلى الإسلاميين المتحالفين مع الحكومة والذين تم دفعهم إلى محافظة مأرب المجاورة.
وأضاف أن “الطائرة المسيرة جاءت من اتجاه مأرب التي يسيطرون عليها”، مضيفا أن “ردنا سيكون قاسيا”.
ويعد كل من المجلس الانتقالي الجنوبي والإسلاميين جزءًا من الحكومة المعترف بها دوليًا.
اليمن منقسم بين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على جزء كبير من الشمال، وخليط منقسم من الجماعات المناهضة للمتمردين، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تمثله الحكومة المعترف بها دولياً.
وأثار التقدم الذي حققه المجلس الانتقالي الجنوبي مخاوف من الاحتكاك مع الجماعات الأخرى المتحالفة مع الحكومة.
في الأسبوع الماضي، توغلت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، واستولت على مدينة سيئون الرئيسية بالإضافة إلى حقول النفط في المنطقة الصحراوية على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي إن بعض القادة المحليين في محافظة المهرة المجاورة، المتاخمة لسلطنة عمان والتي تعد طريقا رئيسيا للتهريب، انضموا أيضا إلى التحالف.