بقلم طارق عمارة
تونس 17 ديسمبر (رويترز) – احتشد أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة يوم الأربعاء ووصفوا المعارضة بأنها “خونة”، في أعقاب تصاعد الاحتجاجات في الشوارع في الأسابيع الأخيرة والتي سلطت الضوء على الانقسامات السياسية المتزايدة.
وتأتي المسيرات المتنافسة وسط أزمة اقتصادية متفاقمة تتسم بارتفاع التضخم ونقص بعض السلع الأساسية وضعف الخدمات العامة، مما أجج الغضب الشعبي.
واتهمت جماعات حقوقية سعيد بشن حملة قمع غير مسبوقة على المعارضة، قائلة إنه يستخدم القضاء والشرطة لخنق الانتقادات. ويرفض سعيد الاتهامات قائلا إنه “يطهر البلاد من الخونة والنخبة الفاسدة”.
وتجمع المتظاهرون في وسط تونس ملوحين بالأعلام الوطنية ومرددين شعارات تدعم سعيد، الذي ينسبون إليه الفضل في مواجهة الفساد والنخب السياسية الراسخة.
واتهموا معارضي سعيد بالسعي لزعزعة استقرار البلاد، ووصفوهم بـ”الخونة”. وهتفوا “الشعب يريد سعيد من جديد” و”ندعم القيادة والسيادة”.
وقال المتظاهر صالح الغيلوفي: “نحن هنا لإنقاذ تونس من الخونة وأتباع الاستعمار”.
ويقول منتقدو سعيد إن اعتقال زعماء المعارضة وجماعات المجتمع المدني والصحفيين يؤكد التحول الاستبدادي للرئيس منذ توليه صلاحيات استثنائية في عام 2021 للحكم بمرسوم.
ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل القوي إلى إضراب وطني الشهر المقبل.
وحكمت محكمة تونسية الأسبوع الماضي على المعارضة البارزة عبير موسي بالسجن 12 عاما، فيما يقول منتقدون إنها خطوة أخرى نحو ترسيخ حكم الرجل الواحد لسعيد.
بينما أصدرت محكمة الاستئناف الشهر الماضي أحكاما بالسجن تصل إلى 45 عاما على العشرات من زعماء المعارضة ورجال الأعمال والمحامين بتهمة التآمر للإطاحة بسعيد.
تم انتخاب سعيد في عام 2019 بتفويض ساحق، لكن توطيده للسلطة أثار قلق المعارضين المحليين والشركاء الدوليين، الذين يحذرون من تراجع تونس عن الحكم الديمقراطي.
(تقرير طارق عمارة، تحرير شارون سينجلتون)